بسم الله الرحمن الرحيم ..
على الرغم من أنه اليوم هو الأربعاء ..
إلا أنني لن ( أتفلسف كعادتي )
=)
مشتاقة للتحدث والارتجال في الأحاديث هكذا
دون سابق تفكير لما سأكتبه ..
سأفتح كتاب قلبي ..
وأتحدث بما أشعر به , وبما يجول في ذهني ..
( وعلى طاري الفلسفة )
أحياناً حين أتحدث مع مجموعة من أهلي , أو صديقاتي
ونفتح موضوع ما قابل للنقاش وأبدي رأيي وأدخل اللغة العربية
في حديثي أحياناً .. فإني أسمع عبارة ( قامت تتفلسف )
أو أحياناً النظرة تنطق عن تلك الكلمة في عيون من أمامي ..
بالطبع هم يقولونها بأسلوب المزاح لي ولكن حقيقة يقصدونها
في ذات الوقت !
( عاد أنتوا فهموها )
أحياناً أضحك حين تقال لي , لأني أدرك أنني حقاً
( زوّدتها ) في التفلسف عليهم ..
وأحياناً أقول ( أنزين خلوني أكمل )
" بما أني أتفلسف خل أتفلسف حتى النهاية ؛) "
مع أنّه بعض الذين يتفلسفون على رأسك أحياناً
يشعرونك برغبة في الهروب عن الأرض التي تحملهم
( اللهم لا تجعلني من تلك الفئة الثقيلة على القلب )
..............
إنها التدوينة الأولى لي في هذا العام
2012
أجمل ما فيه أنهُ عدد زوجي , والأجمل أنهُ أيضاً يحوي
العدد 12 ,
فلهذا العدد مكانة خاصة لقلبي =)
أتمنى أن تكون سنة خير على الجميع يا رب ,
وسنة لا تنقطع فيها أحباري عن هنا ..
فأنا أشعر بأني بعيدة بعض الشيء عن مدونتي في الأيام الماضية
وبعيدة عن جميع المدونات , فللجميع العذر على التقصير ..
...........
أنها المرّة الأولى لي التي لا أحمل فيها همّ الاختبارات
المرة الأولى التي لا يضيق فيها قلبي خوفاً وارتعابا في هذه
الأيام التي تضخّ فيها القاعات في المدارس والجامعات بطالبات
مثقلة رؤوسهم بالمعلومات وقلوبهم بأنواع الخوف والتوتر ..
شعور جميــــــل جداً .. للتو قد تذوقت طعمه ,
ارتشاف طعم كهذا .. لا يدركه سوى من هم مثلي ؛)
أحياناً لا أصدّق !!
كيف للزمن أن يمضي بهذه السرعة ؟
شريط من ذكريات دراسية قبل أيام فقط مرّ في ذاكرتي ,
مواقف عديدة لا أعلم لما تقافزت لتعرض لي صورها أمام ناظري
ما الغاية من ذلك الشريط المعاد ؟
أفكّر قليلاً بذلك السؤال , ومن ثم أبتسم ..
أفكر كيف كنت ؟
أيّ نوع من الطالبات قد صنفوني معلماتي ؟
- سؤال يبدو متأخراً سنواتٍ عدّة -
أنا أجزم بأني كنت خجلة حتى دخولي للمرحلة الثانوية ..
من هنالك فقط بدأت قيود الخجل تفكّ شيئاً فشيء ..
.........
من المقعد الذي تجلس عليه المعلمة كانت تستطيع أن تصنف الطالبات ,
ومن المقعد الذي أجلس عليه أنا كنت أستطيع أن أصنف وأحلل
شخصية المعلمات ..
كانت تلك ربما هواية , أو شيء لا بد أن تقوم به كل طالبة ..
أو البعض ربما ..
لكن يبدوا أني الآن أخاف أن أجلس على مقعد المعلمة التي
تستطيع تصنيف الطالبات !
أخاف أن أجلس على مقعد المعلمة التي يتوجب عليها أن
تتعامل مع مجتمع كامل يتمثل في كل طالبة ؟
ولا زال السؤال يجول في ذهني ..
حين أصبح معلمة ..
كيف أتعامل مع الطالبات ؟؟
من السهل جداً أن يقرأ القارئ تلك العبارة ,,
لكن لو أنهُ ذهب بخياله معي إلى حيث استفهامي للمدى البعيد
لأدرك تماماً أنه ذلك السؤال يسبب رعب قد يشعره من هم مثلي
المشكلة أننا في زمن يحوي أجيالاً صعبة ..
تفكيرهم بدأ يختلف , الحياء الذي كنا ندخل به سابقاً إلى المدرسة
بدأ يتلاشى ..
الهيبة التي كُنا نُلبِسُها للمعلم فور دخوله للصف ..
قد مزّقت على أيدي الكثيرين ..
والعديد العديد ..
أشياء لا أنقلها لأني أسمعها , بل أشياء رأيتها بنفسي
أصبحت المعلمة هي من تخجل من تصرفات طالباتها ..
مُربك التفكير بتفاصيل كثيرة ..
وعلى الضفة الأخرى ..
هنالك معلمات لا تهمهم طريقة في التعامل مع الطالبات ..
وترى أن واجبها
التحضير + دخول الصف + شرح ما في الكتاب + إعطاء الواجب + الخروج من الصف + تصحيح الاختبارات + أنجاز مهماتها الإدارية = راتب تستحقه
في عقلها لا يوجد مساحة للطالبة !
وتلك المساحة التي توجد هي مخصصة لسؤالها وإجابتها
على ما تسأله في الصف عن المادة فقط ..
لا أبالغ أبداً .. فقد صادفني ذلك النوع من المعلمات ..
كان دخولها ثقيل على القلب ..
يشعرني أحياناً أني آلة صماء .. فقط تُلقي داخلنا المعلومات
وبعضنا يستقبلها
" وبعضنا لا تدخل في عقله ! "
لصرامة الأسلوب ..
ومن ثم تخرج .. لا يوجد احتكاك أبداً , ولا سؤال ولا اهتمام
ربما يرى البعض أن ذلك الطريق هو الأكثر راحة
لكي لا يتسبب في صداع رأس المعلمة مع الطالبات ومشاكلهن
لكني لااااااا أستطيع أبداً أن أكون كذلك ,
تحُول تلك الطريقة بيني وبين قلبي وطريقتي في التعامل مع الآخرين ..
تحول بين شعور من سأعيش معهم ساعات وأيام عديدة من عمر الزمن ..
فأنا ذات يوم كنت على مقاعد الدراسة ..
أشعر وأفهم جيداً شعورهن , وأستطيع سماع ما يجول في داخلهن ..
الآن فقط .. أستطيع أن أجزم أنه التدريس مهمة أصعب مما كنت أتخيلها يوماً ..
تجلّت لي الصورة شبه واضحة ..
من خلال تجربتي البسيطة ومن خلال الأحاديث التي أسمعها
من معلمات أعرفهن ..
ومن خلال جيل جديد أراه بعقلية صعبة جداً
وفي زمن نسأل الله فيه أن يجيرنا منه ..
.............
من الصور التي رأيتها .. وضحكت بشدّة عليها
كون تخصصي هو الرياضيات العزيز ..
هههههه
لا أعلم من الذي يعذب الآخر أكثر ؛)
...............
يبدو أنّه بيني وبين التفاح سرّ !
فهو دائماً يجعلني آتي إلى هنا بعد انقطاع طويل
لا أعلم هل السر في التفاحة ؟
أم في من يعطيني إياها ؟
ربما يحقن التفاحة بشيء لا أعلمه
يجعلني أرغب بشدّة أن أكتب في مدونتي ..
شكراً يا صاحبة التفاحة , كانت لذيذة كالعادة
رغم أني لا أحبها ..
=)
هذان المقعدان كانا يطلّان على منظر جميل ..
( الماء والخضرة والوجه الحسن )
أما الخضرة فهي
عمّتنا النخلة ..
وأما الماء .. فقد شربته =)
وأما الوجه الحسن ..
أمم
كان متوفراً هو الآخر أيضاً ,
إذاً اكتملت المقومات المطلوبة للجلسة السعيدة ..
=)
........
فقط .. لا أملك أكثر , فقد كتبت بحرية دون أن أدقق في أي
حرف كتبته ,
أشعر بالراحة حين أنطلق في الكتابة , أشعر بأني حقاً
في مدونتي ..
كونوا بخير أحبتي جميعاً ..
أربعاء سعيد أتمنى لكم ..
وبالتوفيق جميعاً في اختباراتكم ..
أتمنى لكم النجاح والتفوق من قلبي ..
جميلة هذه التدوينة التي تغرف من القلب مباشرة ،،
مساؤك عطر بذكر الله
وأيامك ترفل بالسعادة
وبالنسبة لسؤالك .. حين أصبح معلمة كيف أتعامل مع الطالبات..
ستتعاملين معهم كما أنت مع أصدقاؤك وأهلك.. ستتعاملين بطبعك..
وستكون النظرة أكبر
ولن تقتصر على الطالبات ، ستشمل المشرفة ، الوكيلة ، والموجهة حتما..
ستتسع الدائرة.. وتزداد خبرتك
تولاك الرحمن بحفظه
وأعانك على طاعته
وجعلك من الفائزين بجنته،،