قد علا صوتُ الحـَق .. فـأشجى مسامع الظــالمين ..
قد دنى موت " الظلم " فصبراً يـا شعب مصر .. صبراً جميل ..
قد فجَرت إرادتهم وصبرهم وأصواتهم آذان الطغاة فغدوا لا يسمعون !
خطَوا مـا أرادوا على الألواح .. ليقرئة من أرادوا ..
هزوا البلاد .. وأنطقُوا الشَعر .. إذ الشعرُ من يفصحُ عن ما يخالج قلوبهم ..
فأصبحت أياديهم يداً واحدة ..
أصبح شعبهم متضامن ضمن قضية واحدة .. هدف واحد ..
يخطون الخطوات ذاتها .. وينتظرون النهاية ذاتها ..
تُفقدُ أرواحهم .. ولا يزالوا صامدين ..
تزدادُ جِراحهُم .. لكنهم لا زالوا صابرين ..
فتلك الجروح التي يتعرضون لها الآن في مقياسهم .. جروجاً سطحية سيُبرِيها الزمن ..
لكن .. تلك الجروح التي تولَدت من ظلم النظــام .. من ظلم الحكــم .. من سيُبريها ؟!
تلك الحيـاة التي يعيشونها .. وهم في الحقيقة يستحقَون أفضل منها .. من سيغيرها ؟!
.
.
كلما نظرت عبر الشاشة إلى ذلك الشعب الصامد .. يتحرَك في داخلي الكثير ..
أشعر بوهج ثورتهم يصل إلى نــاظري ..
أنظر للضرب الذي يتعرضون له .. لجراح البعض , لدمائهم , للقتله !
فأشعر أني لا أرى مصر فقط في تلك المناظر .. وكأني قد رأيتُ تلك المناظر من قبل ..
لأردد نعم .. نعم .. كأنهم شعب فلسطين المنسيين ..
فلسطين .. البلاد التي أشكَ أحياناً إن كان البعض يتذكر أنها لا زالت في يد الإحتلال !
الثورة المصريَة .. هزَت قلوب العرب ..
ومقاعد الحَكام .. !
أدخلت ولابد الرَعب لبعضهم ..
أشعلت ناراً في قلوب الصامتين عن حقوقهم ..
أيقضت بعض السابتين في كهوفهم ..
جعلت الصوت يصل لـ رئيسهم .. ولغيره ..
إذ الشعب يوماً أراد الحيـاة .. فلا بد لهُ أن يحيى ..
..........
أعجبتني كلمة قالها السيد حسن نصر الله :
" لطالما قيل أنَ مصر أم الدنيا، وأنتم شعبها العظيم الذي يستطيع بإرادته وإيمانه وصلابته أن يغير وجه الدنيا " ..
نعم .. هم كذلك .. ولابد لصوت الحق أن يطغى على كل الأصوات ..
قلوبنا معهم .. قلوبنا مع الحق ..
الحقٌ دوماً مُنتصر ،
ما عليهم سوى الانتظار ،
وباذن الرحمن سيحصدون الثمار ..
" صبراُ جميلاً "