Blogger templates

حديث القلم ,,

الصديق الدافئ هدية السماء إليك ..
" هي .. وهي "
الاثنين، 7 فبراير 2011 by Seldompen in التسميات:





سأحكي لكم حكـايةً قديمة ..

أبطالها كانـوا هنـاك .. حيث كانوا ..

سأحكي لكم حكـايةً غريبة ..

عن أناسٍ لا يردوا عليكم إن تنادوا ..

حكـايتي سأنسجها من واقعٍ وخيــال .. 

سأحكيها بحروفٍ معلقةٍ فوق السماء .. حتى لا تُطال .. 

......


كانت هي .. وهي ..

أما هي .. فكانت الأصغر سناً ..

قد دخلت في ذلك اليوم عالمها الجديد ..

كانت خجلة .. ولا تعلم في أكثر الأحيان ما تريد ..

قد أدخلت نفسها في قوقعةٍ  من حديد ..

" تخجـل الإحتكاك بالبشر "

وتفضل البقاء مع المقربين لها ..

وتلجأ إلى الصمت كثيرا حينما لا تجيد الكلام ..

وكانت هي .. الأكبر سناً ..

هي تتذكر لقائها الأول بـ هي ..

نظرت لها من الباب .. 

وبعدها كان حديثٌ لهما أمامه ..

كانت هي .. تذكَر هي بذاك اللقاء بعد حين ..

تذكرها بخجلها .. وأحمرار وجهها ..

تذكرها بأنها كانت في ذلك الوقت " لاتجيد الكلام "

..........

ومضى الوقت .. إذ لا بد لهُ أن يمضي ..

وعلَمت هي .. هي .. الكلام من دون أن تدري !

ساعدتها على الخروج من قوقعة الحديد .. من دون أن تدري !

كانت هي .. في بداية تعلمها للكلام لا تنطق الحروف ..

كانت فقط تخطَها ..

كانت عاجزة عن النطق وتحريك جزيئات الهواء ليسمع حديثها من تريد ..

وأكتفت بالتحدث , وتحريك جزيئات الروح في حروفها وعباراتها ..

ليسمع صوتها عن طريق الحروف كل من تريد ..

لا .. لم تكن هي .. تعطي حروفها أي أحد ..

 وأكتفت بالنطق لـ هي .. أكتفت بـ هي لتسمع حديث جزيئات الروح فيها ..

وكانت هي .. لا تملَ

في كل حين تستمع .. وفي كل وقتٍ تستمع ..

في كل حزنٍ .. في كل ضيق .. في كل فرح وجنونٍ تستمع ..

كانت أجل تستمع .. كثيراً كثيراً ما تستمع .. فقد أجادت دور الإستماع ..

وقد أجادت .. هي دور التحدَث من وراء الحروف ..

" من في عالمنا هذا الآن يستمعُ للآخرين ؟! "

فتجلى لـ هي .. الصغيرة .. معنى للأستماع ..

أدركت أن من يسمع للآخر لا يسمى إلا  " صديق "

أدركت أنَ من أخرجها مما كانت فيه " مع أنهُ ليس مجبوراً على ذلك"

لايسمى إلا " صديق "

أدركت أن من يُسعد لسعادتها .. ويحزن لحزنها ..

ويعيش معها الأمنيات ويسعى لتحقيقها ..

لا يسمى إلا " صديق "

أدركت كل ذلك لوحدها ..

فأرادت أن تقاسم هي .. ذلك المسمى ..

وأمام ذلك الباب .. ذاتُ الباب الذي كان لها لقائها الأول بها ..

كانت هي تقف  خجلة .. تفقد الكلمات التي تود نطقها غالباً ..

تود أن تخبر هي .. بأنها تود أن تكون لها صديقة ..

تود أن تتعلم في هذه اللحظة " الكلام "

لاتود خط ذلك بالأحبار والأقلام ..

فتحدَثت .. ونطقت ..

فأصبحت .. هي وهي صديقتان ..

................

وبنت الأيام ذكرياتهم ..

وخطَ الزمن وعقاربه كثيراً من مواقفهم على جبينه ليروها كلما أشتاقوا لذلك ..

فكانت الذكرى لا تتجسَد داخل العقل كصورة فقط ..

بل كانت الصورة حيَه .. تستمد من الصداقة البقاء ..

تلونت الأيام .. وسقاهم الزمن من كل الكؤوس التي يحمل ..

تشجاروا في أحيانٍ نعم ..

بكت هي .. أمام هي نعم ..

تباعدوا .. تقاربوا .. نعم ..

عاتبت هي .. هي .. نعم ..

.............

حتى فرَقهم الزمن .. 

وظنوا أن لا لقاء بعد ذلك اللقاء أبداً .. 

ظنوا أن الأيام لن تجعل مزيداً من الذكرى تُبنى في ما بينهم ..

وكان البريد فقط سبيلاً للوصول لـ هي ..

ذات الطريق التي أجادت هي التحدَث بصدقٍ به ..

ولا زال معنى الصداقة الحقيقية في عقل هي يتجلى في كون هــي

" دائمة الإستماع لها "

تستمع لصوت الروح .. 

وليس هنالك الكثير ممن يتقن الإستماع لذلك الصوت كـ هي ..

لأنها إعتادت عليه منذُ البداية ..  

لكن الزمان عاد وجمعهما .. لأنهُ طيب القلب ..

عاد ليجعلهما يبنون ذكرى جميلة .. مختلفة .. لها وقعٌ وبعدٌ مختلف عما كان .. 

كان اللقاء من دون أن تخبر هي .. هي عن قدومها .. 

ولا أعلم حينها أيهما كان أشد سعادة من الأخرى .. !

لم يكن ذلك اللقاء ليوم .. أو إثنان .. 

بل إستمر .. فترةً من الزمن .. 

في تلك الفترة .. قررت هي أن تخطَ الذكريات بأحبارها .. 

أن تخط المواقف , وبعض اللحظات .. كي لاتخونها الذاكرة وتنسى .. 

فكان لها ما أرادت .. 

ومضت أيامها سريعة .. وبنت جبالاً من الذكرى التي لن يهدَها أحد ..

إلا مشيئة الله ..  

" وكـأن تلك الأيام مضت كرمشة العين  "

نعم .. فقد إنتهى اللقاء .. 

.......................

هي .. تظن أنها لا تؤدي دور الصداقة كما ينبغي .. تظن أنها قاسية ..
  
وهي .. تظن أن هي " تحمل المعنى الأسمى للصداقة " من دون أن تدري !

وكلتاهما على يقين أن أقوالهما هي الصحيحة .. والأخرى تبالغ في قولها ..

............

فإن أرادت هي قطع اليمين من جسد الصداقة .. 

فقد أقسمت هي .. أن تحيى باليسار منه !

وإن أرادت هي قطع وريد قلب الصداقة ..

فقد أقسمت هي .. أن ينبض قلب الصداقة بالشريان منه !

وإن أغلقت هي بكفيها عينا جسد الصداقة كي لا ترى ولا تحتفظ في ذاكرتها بالمزيد  من الذكرى ..

فقد أقسمت هي .. أن ترى بروحها .. وتحتفظ بمزيدٍ من الذكريات الجميلة ..

 حتى وإن توقفت هي عن صنعها معها ..

.................

كانت هي تخاف على هي ..

خافت أن تأتي لحظة الموت .. فيخطف الموت هي التي كانت هي متعلقة بها كثيراً ..

فأرادت أن تبتعد منذُ الآن .. ظنـاً منها ..

أن الإبتعاد وتخليصها من تعلق الأرواح بروحها ..  

سيجعل نزع الروح " لأنها لن تتسبب في إيلام أحد " أسهل بكثير ..

ما درت أن ذلك سيكون أشدَ ألماً .. لروحها ولأرواح الجميع ..

حينما يكون الإبتعاد بسبب الموت " الذي لابد منهُ للجميع " أي أنَ الله من أختارهُ , ولا راد لقضاء الله ..

فسنحزن ولابد .. وستضيق بنا الدنيا قليلاً .. ولكننا آمنا أن ذلك قضاء الله ..

أما حينما يكون الإبتعاد .. لأي سببٍ آخر أياً كان ..

أعتقد بأنهُ أشدَ إيلاماً من الموت نفسه !!


............

أعتادت هي أن لا تخطَ العهود .. إلا حينما تكون على يقين أنها ستفي بها ..

أعتادت أن تكون وعودها محققة ..

وكان وعداً منها .. أن تبقي تلك الصداقة حيَة .. حتى آخر نفس ..

فما العمل يا هـي !!

 فقد أرتبط أسمكِ بصديقةٍ كـ هي .. عنيدة لا تفكَ القيود !!

....................


وهنا فقط .. وفقط ..  نهاية الحكــاية ..

=)



  1. قصة اكثر من مؤثرة ورائعة
    خطها قلمك الجذاب

    بوركتِ صديقتي

  1. وبين [هيٍ] و [هي] أبحرنا في عالم حرفكِ الجذاب
    تخيلت نفسي هي تارة و هي تارة اخرى و و الراوي تارة والمتابع تارة اخرى

    لقلمك غاليتي فاطمة نكهة خاصة
    فحينما تكتبين تبدعين وتتقنين نسج الاحرف وترابط السياق
    مما يمتع القارئ ويشوقه في كل جملة وسطر لما بعده

    كنتِ مبدعة و الآن متألقة وستظلين ساحرة بقلمكِ وفكركِ وروحكِ الجميلة

    سعدت بقرأة حروفكِ :)

  1. وهي ...ستكمل الجزءالمفقود من الحكاية!!