Blogger templates

حديث القلم ,,

الصديق الدافئ هدية السماء إليك ..
سمَ الغضب !!
الثلاثاء، 23 نوفمبر 2010 by Seldompen in


وتفاعلٌ في داخلي هيَج الدماء في الأوردة ..

كريات دمي البيضاء .. أصابتها مُعضلة .. !

تناقصٌ في عددها ..

فأصبحت لا تدافع عن أي هجوم ..

خافت أن تباد ..

فأستغل " غضبي " ضعفها ..

وصيطر على كل شيء في داخلي ..

أصابني سمَ " الغضــب "

قلبي المسكين لا أدري ما حالهُ ..

دقاتُه " حتى هذه اللحظة " في إزدياد وتسارع !

على الرقم من كوني أشعر " في لحظات الغضب " أن أنفاسي ستتوقف ..

أو أن الأكسيجن سينقطع .. وأفارق الحياة ..

لكن قلبي يأبى التوقف .. وتتسارع دقاته حتى لا يكون هنالك أحتمال لأن يتوقف ..

لهيبٌ ينبعث من كل مكانٍ من جسمي ..

رجفان .. يخالج الوجدان .. !

يداي " رجفانها " لا يتوقف ..

اليمنى لا تستطيع مواساة اليسرى " ساعة الغضب "

أود أن أمسك يدي بالأخرى , لكني لا أستطيع إيصالها لها .. !!

عقلي لم يسلم من ذاك التسمم ..

لا أستطيع التفكير .. لا أستطيع التركيز .. لا أستطيع سماع أحد ..

لا أستطيع أن أوافق لما يقال لي في تلك اللحظة !

عيناي ملتهبتان ..

ودموعي في أجفاني حارقة ..

" أود الخروج من دارهم "

تأخذني قدماي إلى حيث لا أدري ..

لكني في تلك اللحظة أن صحَ قولي " أتبعها "

فهي التي تسيَرني .. لا أنا من أسيَرها ..

" أريد باباً يأخذني إلى خارج ذلك المنزل "

لكن عيناي لا تبصر .. وعقلي لا يفكَر ..

في تلك اللحظة .. رأيت نفسي في مكانٍ لا يأخذني إلى حيث أريد ..

لكن إحداهن تبعتني ..

تبعتني من أكنَ لها في قلبي مقامٍ عالياً ..

فكل الخلق الرفيع ينطوي داخل قلبها وروحها ..

في ساعة غضبي .. وأرتجاف يداي .. أتت لي ..

تنهرني عن الخروج .. ويعلو صوتي بأن سأخرج ..

تنهاني .. وأرد سأخرج ..

تنهاني وتنهاني .. ويداها تمسك يداي لتهدأ من روعي ..

فألتجت للصمت .. وفي لحظة تفكير قلت " سأصمت "

لكني أبدلت صمتي بالدموع ..

فصمت عن الكلام .. وأبدلته .. بحديث الدموع ..

كنت لا أعلم حينها ما أنا عليه ..

أهو غضب .. أم شعور بالظلم ..

أم أني متمسكة بذلك الأمر .. لرغبتي الشديدة لأن أشارك غاليتي شيء من فرحة عمرها ..

أريد أن تعلم مقدار سعادتي .. أريد أن أشاركها ولو القليل .. لأني أريد , ولأنها كانت مصرَة أن أبقى معها في ذلك اليوم ..

هي تعلم مكانها في قلبي .. لا تخطَ مكانة الأحبة ببعض سطور ..

فمكانهم أوسع من أن تحصيه الكلمات والحروف ..

المهم أني غضبت ..

وأنا غالباً ما أمسكُ أعصابي في كثيرٍ من المواقف ..

لأني على يقين وعلم , بنوع التفاعلات " الداخلية " التي ستجري لي حين غضبي ..

صداعٌ في رأسي في نهاية الغضب يصيطر علي ..

صمتٌ تام .. عن الكلام ..

تسارع مستمر في دقَات القلب ..

عينان ملتهبتان ..

يدان باقية على رجفانها ..

كوابيس في الأحلام ..

وفي النهاية شعور بالذنب .. بسبب الغضب ..

" أعوذ بالله "

من شرَ نفسي .. ومن غضبها ..

لكن هنالك مواقف تجبرنا على الغضب ..

المشكلة بالنسبة لي لا تكمن هنا أبداً .. بل تكمن في من تسببوا لي بذلك الغضب ..

أنهم وبالرغم من كل شيء .. يكونون ميقنين بأنهم على صواب .. وإن كانوا " نعم " على خطأ ..

بالطبع سيقول البعض بأني سأقف في صف نفسي ..

وذلك أمر طبيعي في بني البشر ..

لكني بعد كل حادثة أراجع الموقف أكثر من مرة .. أحاسب نفسي ..

أتذكر ما كان , لأكتشف مواضع خطأي .. وأعتذر ..

" يعلم الله "

بأن الإعتذار عندي أسهل شيء ..

" في حين أنها إذلال للنفس عند الكثير ممن أعرف "

فهو سبيل لي لأرتاح ..

سبيل لتصفية النفوس ..

فأنا كثيراً ما أعتذر
" وإن كنت على صواب "

لكن ما لا أحبه ..

أن لا يفكر الطرف الآخر بالأمر برمته ..

لا يعيد التفكير في الموقف , في ما قال , في ما كان , بل يجعل الأمر يمضي وكأن شيئاً لم يكن ..

فهو ميقن بأنه هو على صواب طبعاً .. والآخر بالطبع على خطأ ..
أو حين ما يواجهك .. يخبرك بأنك في ذلك اليوم المخطأ !

" وعادي .. تمشي الحياة "

لكني لا أستطيع أن أغمض جفناً ..

وقلبٌ بسببي مجروح ..

وعينٌ بسببي تبكي ..
.
.

" آمنا بالله "

هي الحياة هكذا ..

تذيقنا في حين لا نعلم من مرارتها ..

وتكوينا من أناس لا نود أن ننكوي منهم أبداً ..


" يـــــاه "

أكتب لكم ..

وأنا أتنفس الصعداء الآن ..

رغم أني لا أستشعر بأن ما يدخل داخل رئتاي هواء !

بل حمم حارقة .. تحرقني من الداخل ..

وتصيبني بالرجفان من الخارج !

" لا أعلم بالضبط مما تكونت لتكون لها تلك الخصائص ؟ "

أكتب لكم .. مباشرة بعد ما جرى لي ..

ففي قلبي الكثير .. ولا أود بوحه الآن لأحد ..

لأني إن تكلمت سأبكي ..

وإن بكيت .. لن أتوقف .. وستألمني عينيَ ..

أكتب لكم ..

وقد يتسائل البعض .. لما تكتب ما كتبت ؟

لما تبوح ببعض الأمور " بغضبها .. وبكائها "

أمور لا يجب أن يُفصح عنها .. ويقرأها أي أحد ..

لكني أكتب ..
لأني أعلم بأن هنالك قلوبٌ عزيزة تقرأ لي ..

قلوبٌ وإن كانت لن تخفف من وطئ ما جرى لي في هذه اللحظة لأنها لن تراني ..

لكني بمجرد أن أبوح بكلماتي , أشعر بأن أيادي كثيرة حانية أمسكت بيدي ..

أشعر بأن الطاقة التي في داخلي تفجَرت بالكلمات ..
.
.
" أتعلمون "

الآن فقط دقَات قلبي قد أنتظمت .. صدقاً ..

منذ البداية إلى هنا .. وأنا أشعر بأن قلبي سيخرج من داخل جوفي ..

" الحمدلله "

حمداً أبداً .. على كل شيء ..
ساعة الغضب بالرغم من كونها قاسية علينا وعلى من حولنا ..

إلا أنها تعطينا دروساً كثيرة في الحياة ..

تلك المواقف التي تحدث لنا بسببها .. تجعلنا نبصر أمور لا نعلمها , ونرى الآخرين بمنظار آخر ..

" الحمد لله "

بأن جعل لي " هذا العالم " أبوح فيه متى أشاء , عن ما أشاء ..

وبعدها فقط .. أشعر براحة عجيبة .. وكأن شيئاً لم يكن ..
وكأني أطوي الحكايات في مدونتي العزيزة ..
وأمسحها من داخل عقلي .. حتى لا تأخذ مساحة ..
" فلديَ ذكريات كثيرة جميلة أحق بتلك المساحة "

=)


نعم أبتسمت ..

فقد تحلل " سمَ الغضب " بندى البوح ..
.
.
في الختام ..
" أحذروا أن تتجرعوا سم الغضب .. كما تجرعتهُ أنا "
فلهُ طعمٌ أشد مرارة من العلقم ..

  1. ماشاء الله وصفك رغم غضبك وصفاً دقيق رائع
    اعجبني تشبيهك بحاله الغضب بسم في الابدان

    وفعلا الانسان ان كتب مابخاطره بورقه او بتدوينه او اخبر احد يرتاح كثير

    وهذا مارأيناه من خلال الخاطرهـ



    ----------
    عذراً اخطائت بالشرح هنا وتم تصحيحه
    http://nebras--3li.blogspot.com/2010/09/blog-post_24.html

  1. كل عام وانتم بخير وعلى المسلمين جميعاً ..!!!


    أما بخصوص الغضب فهي حالة متواجدة في روح الإنسان وتنازعه إلى مماته ولكن .. الإنسان بإستطاعته ولو 70% تركه وتفاديه وبتهذيب النفس والرجوع إلى الذات والتفكر والتأمل بالله عزوجل فيمحى منه الغضب ..!!

    تأملي بهذه الروايات :
    قال الإمام أبو جعفر الباقر (عليه السلام): (إن الرجل ليغضب فما يرضى أبداً حتى يدخل النار، فأيما رجل غضب على قومه وهو قائم فليجلس من فوره ذلك ، فإنه سيذهب عنه رجس الشيطان، وأيما رجل غضب على ذي رحم فليدن منه فليمسه، فإن الرحم إذا مست سكنت). وقال الإمام أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): (الغضب مفتاح كل شر).


    ولكم كتاب رائع وممتع وقيم ويدرس ويعلم ومتوازن للمرحوم وتتغمد روحه الطاهره الدكتور علي شريعتي " فاطمة هي فاطمة "

    http://www.iranchamber.com/personalities/ashariati/works/fatima_is_fatima1.php

    وشكراً ووفقكم الله

  1. غاليتي pen seldom ..
    أبقي يداكِ بيدي .. وليستمر الأرتجاف وكتم الغضب .. وإن كان البكاء مخرجكِ فبكي حتى ترتاحي ...وتشعري بالهدوء والسكينة

    حبيبة تمر بنا لحظات نصل إلى درجة عالية من الغضب فقد يكون الغضب لاننا على خطأ أو لاننا على حق ومن حولنا لايعي أو لاننا نشعر بالظلم .. أو لاننا نشعر بالوحدة أو نشعر بالضيقة او الكدر او الانزعاج او التعب أو... أو .. أو

    لا اعلم أن كان ملجئي سليم لكن ما أتبعه الآن
    حينما اغضب أصمت لساني عن الكلام وأوكل المهمة لقلبي ومدمعي ليتكلموا ..

    حبيبة أنت بدون الغضب أحلى واروع
    كوني دائما بمزاج عالي وروقان
    وكوني بخير دائما

  1. الغضب (السبعية) قوة بالإنسان تشكل مع رفيقاتها: البهيمية - الواهمة ثالوث
    (الفجور) المُلهَم للإنسان (فألهمها فجورها وتقواها).
    وكلها قابلة لأن تكون خاضعة للقوة الأكبر في الانسان وهي (العاقلة).
    فإذا انفلتت احداها عن سيطرة العقل
    تحولت إلى "سم" لا يسمم اعضاء البدن وحدها وإنما حتى روح الإنسان وعقله.
    لذلك ورد عن الإمام الصادق عليه السلام:من لم يملك غضبه لم يملك عقله.

    فمجاهدة النفس هي اعظم ما يخوضه الانسان من معارك مع اعدائه، فالانتصار بملك الغضب وتصريفه هو انتصار عظيم على النفس.

    أسعد الله أيامكم بعيد الغدير :)

  1. نبراس علي ..

    أهلا بكِ عزيزتي , إنما وصفتهُ هكذا لشعوري أني تسممت منه حقاً ..

    أسعدتني كلماتكِ وعبورك الطيب

    =)


    لكِ أرق تحية ..

  1. Multi Vitaminz ..

    كنت ولا زلت في محاولة دائمة لتهذيب نفسي من الغضب , والحمدلله .. أرى أني أتمالك نفسي في الكثير الكثير من المواقف , لكن لابد أن تتقلب النفس أحيانا على الإرادة .. رغماً عنا ..

    ألف شكر لك أخي الكريم , فدائماً ما تفيدنا في كل ردودكِ ..

    =)

    تحياتي لك ..

  1. فاطمة عبدالمحسن ..

    أهلا بكِ عزيزتي الغائبة ..

    على الرغمن من أن البكاء سبيلٌ لنرتاح ...

    لكني لا أحبه !
    فقد تعبت عيناي من مدامعي حقاً في أبسط المواقف ..


    شكراً لكِ ..
    وكوني بخير دائماً ..

    أرق تحية لكِ ..

  1. Safeed

    صدقت ..

    ودائماً ما نستفيد من خبرتكم أخي سفيد ..

    شكراً لك ..

    وأسعد الله أيامكم أيضاً ,,

    =)

    تحياتي ..