وتفاعلٌ في داخلي هيَج الدماء في الأوردة ..
كريات دمي البيضاء .. أصابتها مُعضلة .. !
تناقصٌ في عددها ..
فأصبحت لا تدافع عن أي هجوم ..
خافت أن تباد ..
فأستغل " غضبي " ضعفها ..
وصيطر على كل شيء في داخلي ..
أصابني سمَ " الغضــب "
قلبي المسكين لا أدري ما حالهُ ..
دقاتُه " حتى هذه اللحظة " في إزدياد وتسارع !
على الرقم من كوني أشعر " في لحظات الغضب " أن أنفاسي ستتوقف ..
أو أن الأكسيجن سينقطع .. وأفارق الحياة ..
لكن قلبي يأبى التوقف .. وتتسارع دقاته حتى لا يكون هنالك أحتمال لأن يتوقف ..
لهيبٌ ينبعث من كل مكانٍ من جسمي ..
رجفان .. يخالج الوجدان .. !
يداي " رجفانها " لا يتوقف ..
اليمنى لا تستطيع مواساة اليسرى " ساعة الغضب "
أود أن أمسك يدي بالأخرى , لكني لا أستطيع إيصالها لها .. !!
عقلي لم يسلم من ذاك التسمم ..
لا أستطيع التفكير .. لا أستطيع التركيز .. لا أستطيع سماع أحد ..
لا أستطيع أن أوافق لما يقال لي في تلك اللحظة !
عيناي ملتهبتان ..
ودموعي في أجفاني حارقة ..
" أود الخروج من دارهم "
تأخذني قدماي إلى حيث لا أدري ..
لكني في تلك اللحظة أن صحَ قولي " أتبعها "
فهي التي تسيَرني .. لا أنا من أسيَرها ..
" أريد باباً يأخذني إلى خارج ذلك المنزل "
لكن عيناي لا تبصر .. وعقلي لا يفكَر ..
في تلك اللحظة .. رأيت نفسي في مكانٍ لا يأخذني إلى حيث أريد ..
لكن إحداهن تبعتني ..
تبعتني من أكنَ لها في قلبي مقامٍ عالياً ..
فكل الخلق الرفيع ينطوي داخل قلبها وروحها ..
في ساعة غضبي .. وأرتجاف يداي .. أتت لي ..
تنهرني عن الخروج .. ويعلو صوتي بأن سأخرج ..
تنهاني .. وأرد سأخرج ..
تنهاني وتنهاني .. ويداها تمسك يداي لتهدأ من روعي ..
فألتجت للصمت .. وفي لحظة تفكير قلت " سأصمت "
لكني أبدلت صمتي بالدموع ..
فصمت عن الكلام .. وأبدلته .. بحديث الدموع ..
كنت لا أعلم حينها ما أنا عليه ..
أهو غضب .. أم شعور بالظلم ..
أم أني متمسكة بذلك الأمر .. لرغبتي الشديدة لأن أشارك غاليتي شيء من فرحة عمرها ..
أريد أن تعلم مقدار سعادتي .. أريد أن أشاركها ولو القليل .. لأني أريد , ولأنها كانت مصرَة أن أبقى معها في ذلك اليوم ..
هي تعلم مكانها في قلبي .. لا تخطَ مكانة الأحبة ببعض سطور ..
فمكانهم أوسع من أن تحصيه الكلمات والحروف ..
المهم أني غضبت ..
وأنا غالباً ما أمسكُ أعصابي في كثيرٍ من المواقف ..
لأني على يقين وعلم , بنوع التفاعلات " الداخلية " التي ستجري لي حين غضبي ..
صداعٌ في رأسي في نهاية الغضب يصيطر علي ..
صمتٌ تام .. عن الكلام ..
تسارع مستمر في دقَات القلب ..
عينان ملتهبتان ..
يدان باقية على رجفانها ..
كوابيس في الأحلام ..
وفي النهاية شعور بالذنب .. بسبب الغضب ..
" أعوذ بالله "
من شرَ نفسي .. ومن غضبها ..
لكن هنالك مواقف تجبرنا على الغضب ..
المشكلة بالنسبة لي لا تكمن هنا أبداً .. بل تكمن في من تسببوا لي بذلك الغضب ..
أنهم وبالرغم من كل شيء .. يكونون ميقنين بأنهم على صواب .. وإن كانوا " نعم " على خطأ ..
بالطبع سيقول البعض بأني سأقف في صف نفسي ..
وذلك أمر طبيعي في بني البشر ..
لكني بعد كل حادثة أراجع الموقف أكثر من مرة .. أحاسب نفسي ..
أتذكر ما كان , لأكتشف مواضع خطأي .. وأعتذر ..
" يعلم الله "
بأن الإعتذار عندي أسهل شيء ..
" في حين أنها إذلال للنفس عند الكثير ممن أعرف "
فهو سبيل لي لأرتاح ..
سبيل لتصفية النفوس ..
فأنا كثيراً ما أعتذر
لكن ما لا أحبه ..
أن لا يفكر الطرف الآخر بالأمر برمته ..
لا يعيد التفكير في الموقف , في ما قال , في ما كان , بل يجعل الأمر يمضي وكأن شيئاً لم يكن ..
فهو ميقن بأنه هو على صواب طبعاً .. والآخر بالطبع على خطأ ..
" وعادي .. تمشي الحياة "
لكني لا أستطيع أن أغمض جفناً ..
وقلبٌ بسببي مجروح ..
وعينٌ بسببي تبكي ..
.
ماشاء الله وصفك رغم غضبك وصفاً دقيق رائع
اعجبني تشبيهك بحاله الغضب بسم في الابدان
وفعلا الانسان ان كتب مابخاطره بورقه او بتدوينه او اخبر احد يرتاح كثير
وهذا مارأيناه من خلال الخاطرهـ
----------
عذراً اخطائت بالشرح هنا وتم تصحيحه
http://nebras--3li.blogspot.com/2010/09/blog-post_24.html