Blogger templates

حديث القلم ,,

الصديق الدافئ هدية السماء إليك ..
تتلُو لهُ { يــس }
الثلاثاء، 1 مايو 2012 by Seldompen in




بسم الله الرحمن الرحيم ..



صبـاح / مساء النور والسرور على قلوبكم ..

:)

" المحاولة الرابعة لي في كتابة الخواطر القصصية "



أحب هذا النوع من القصص , لكنني أجد صعوبة

في البحث عن الشخصيات واستشعار أحاسيس كل شخصية,

والبحث عن احداث !

شعرت بالأمس برغبة شديدة في أن أعيش أحداث قصة من

وحي الخيــال .. فولِدت بين سطوري هذه القصة ..

أتمنى أن تنال على إعجابكم ..


............................

 


لا تُسدِلُوا السّتار ..

لا تترِكُوا بقايا الرّوح في داخلي تنهار !!

لا تُشعِلُوا النّيرانَ بالشّرار ..

لا تُخفُوا عنّي الأسرار ..

لا زِلتُ رُغمَ قُرب الموت منّي جبّار ..

 لم يسلِبُوا عقلي ,

لكنّما يا أُمي فقدتُ شَعرِي !

 وريدي في احتراق .. وألمي لا يطاق ..

رفيقي في الغُرفةِ يا أُمي قد ذَهَبَ وما عاد !

أنينُ سريرهِ في الليل يقتُلُني حينما يزداد !

أمــاه لا تحزني عليّ وكوني على استعداد ..

لكنّما أرجوكِ يا أمي لا تنسيني ..

في بيتنا حينما تُشعَلُ الأنوار ..

ويدخل الصّغار والكِبَار ..

تذكّريني حينها .. قولي :

قد كان يوماً ما هُنا !

 في غرفتي .. حين يشدُّكِ الحنينُ إليّ وتدخلي ..

وإن بكيتِ وصرختي .. فلتصبري و تُكملي ..

ولتفتحي الأدراج ..

خبئتُ فيها بحراً من الأوراق ..

فيها رسمتُ دمعتي .. فيها كتمتُ صرختي ..

فيها حنيني إليكِ .. وشوقي للعناق ..



قد لطمتني يا أمي الأمواج ,

لا زلتُ فتى لم يبلغ العشرين !

وأنتِ يا أمي بعمري تشهدين ..

لكنما عجزي عن الحِراك ..

" وكأنني آلةٌ قد أوقفها تقطُّع الأسلاك ! "

قـد سَلب منّي تسابقي مــع الأمل !

ما عادت أقدامي تحمِلُنِي بلا كلل !



وقائمة الأمنيات التي كنتُ أسعى لتحقيقها ،

وكتلة المشاعر لمن أحب التي كنت أنوي ترجمتها !

والناس الذين كنت أنوي لهم أن أعتذر ..

وزلّاتي التي فعلتُها ولا تُنسى أو تُغتفر !
 

لماذا أراني الآن سحابةَ صيفٍ عابرة !!

أماه .. ألا زلتِ حتى هذه اللحظات وأنتِ تسمعيني صابرة ؟!



لِتُجِيب الأمّ :

يا ولدي .. أستخذلني حقاً وترحل ؟

وأنا التي أراك في كل يومٍ يمضي بصحةٍ أفضل ..

أنا التي أحمل من الهموم فوق مَتني ألف كَيل ..

أنا التي يا بنيّ لا تنامُ الليل !

أقضيه في سجدةٍ طويلةٍ أبثُ فيها للإله ما أرتجي ..

أنا لا أعترض على ما يشاء ، بل أشكو لهُ قلّة حيلتي ..

وقبل أن أنام .. أودِعُك في حفظ ربّ الأنام ..

ألا تعلم يا بنيّ أنّ دعوات الأمهات مجابة ؟

ألا تعلم أنّي أدعو الله أن يُشفَيك ،

وأغلّف دعوتي بروحي وأرسِلُها للسماء

في كل لحظة وساعة ..

تخنُقُني عبرتي ، وتذُوبُ في صدري مُهجتي ..

 وتكادُ النّفس تسلبُ ثقتي !!

فأعوذ بالله من شيطانٍ رجيم ..

بسم رحمن رحيم ..



أو هكذا نُحسِنُ يا بنيّ بالله الظّنون ؟

مالي أراك الآن لوعدِكَ بأن تُحسن الظّن بالله

 " تخون " !!

.

.



(( ارتعشت في ابنها الأوصال ))



قد عاد الاتصال ..

فوعدُ الله أن يُعطِينا ويرضِينا سيُوفى ويُحقق ..

وعدُ الله للصابرين ببشارةٍ .. لابد أن يُصدّق ..

أحيا العظام وهي رميم ..

أنقذ إبراهيم من الحميم ..



( كل الأدلة قد أنعشت روح " محمد " للتّمسكِ بالحياة )

قد علّقت أمّهُ بكلماتها على عنقهِ طوق النجاة ..



فصار جسمهُ ينصاع لما روحهُ عليه تُملي ..

فصار يرى في أنينِ الألم ..
 جرعة للشفاء الذي يحتاج ..

وفي تساقط كــل شعرِهِ ..
 بدايةً سعيدةً في فترة العلاج ..

يُترجِمُ ما يُصيِبُهُ بأنهُ بداية جديدة ..
 دون أيّ احتجاج ..

وأمهُ لا  زالت تحيطُهُ كل حينٍ بروحِها ..

بودّها لـو َيقبلُ القدر أن تفــداهُ بِعُمرِها ..



يستقبل الصباح بصوتِ أمهِ تتلو لهُ ( يس )

ورائحة المكان معطّرةٌ بورد الياسمين ..  

فيكتم الزفير .. وينطقُ بصمتٍ لها :

 آهِ لو تعلمين !

أني على استعداد ..  

أن أحارب الموت والحياة فقط لأجلكْ ..

كي لا ترتجِفَ أوصالُكِ بفقدي ..

 وتعلق الدموع أماهُ فوق رِمشِكْ ..

( يُقبِّلُ اليمـــين )

فتمدّ يداها في عرض السماء وتدعو بحرارةٍ لهُ :

( يا ربّ كن لولدي في محنتهِ خير معين )

.

.



وتمضي الأيام ..

بالصمت والأنين .. والخوف والدموع والكلام ..

و لا زالت الأمُ تتلو لهُ يــس ..

وتعطّر لهُ المكان بورد الياسمين ..



صغيرُها " الكبير" في حالة تحسّنٍ وشفاء ..

بدأت تذوب شيئاً فشيء عصارة الألم وأيام الشقاء ..

خصلات شعرهِ الأسود بدأت تنمو ..

وأمهُ تمسح بيدها على رأسهِ وتحنو ..

.

.



يُبشّرها الطبيب .. قد شُفي الحبيب ..

قد كان في عداد الموتى وتعافى ..

 يا لهُ من أمرٍ عجيب !!

تعانق الأم ولدها بحرارة و سعادة ..

 وتعتلي كلاهما الابتسامة من أثرِ البِشَارة ..

وتخرّ الأم لله ساجدة .. شاكرة ..

بسجدةٍ طويلةٍ .. مليئة بالدموع ..

مليئة بالأنين .. بصوتٍ مسموع ..



.

.

وغادرت بعد أيام وولدها المستشفى ..

غادرت وآمالها مُحقّقة , فها هو الآن صغيِرُها يُشفى ..

لم يترك السرير خلفهُ يئن .. بل تركهُ لهُ يحِنّ ..

.

.



ولا زالت أمهُ في كل صباح ..

تتلو لهُ ( يس )

وتعطّر المكان بورد الياسمين ..

ويقبّل بعد انتهائها .. لها اليمين .



-       تمت -




  1. أبكاني ما كتبتِ ... وجعلني أشعر بالحنين ... صِدقاً منذ زمنٍ لم أبكي ... و جعلتيني أبكي ... شكراً لكِ ...


    رااائع ما كتبت ... و قد وصلت المشاعر إلي كأنها بحر لطيم ...

    أحببتُ ما كتبتِ ... وفخورة بأني إستطعتُ قراءته ...


    :)

  1. جميل .. جميل .. جميل ماكتبتي ..

    اسلوب رائع و راقٍ ..

    مؤثره جدا ، حزينة و تدمع لها العين ..

    لكن .. شاكره لك من الاعماق أن قد جعلتي نهايتها أمل و سعادة .


    موفقه قلمنا المبدع :)

  1. جميل .. جميل .. جميل ماكتبتي ..

    اسلوب رائع و راقٍ ..

    مؤثره جدا ، حزينة و تدمع لها العين ..

    لكن .. شاكره لك من الاعماق أن قد جعلتي نهايتها أمل و سعادة .


    موفقه قلمنا المبدع :)

  1. السلام عليكم

    قصة مؤثرة فيها عبرة وتذكرة بأن خالق الكون سبحانه أدرى بما خلق وأنه هو الشافي من كل داء مهما تفاقم، فقط على الإنسان أن يكون على يقين..

    تحياتي لك أختي العزيزة وهنيئا لك كون مدونتك ضمن العشرين الأوائل في مسابقة أرابيسك :)

  1. ورحمتي وسعت كل شيئ..رحماك ربي موفقين ودامت قلمك دافئ يلامس الاعماق ..