بسم الله الرحمن الرحيم
..
بي شيء لا أُدرِكُه !
أرغب بتغليف أشيائي ..
وإحساسي ..
وذكرياتي .. وضحكاتي ..
ودمعاتي !
أرغبُ أن أحوِّل كل شيء
.. إلى صفحة ,
وأضمّها بدفء وسط كتاب
!
بل أحوِّل كل صفحاتي ..
إلى ذلك الكتاب ..
بي شيء لا أُدرِكُه !!
وحديثٌ لا أودُّ الإفصاح
عنه ,
وأناس لا أودّ أن أراهم
, وأناس أفتقِدُ لُقياهم ..
وقصة طويلة أودّ أن
أسمع نهايتها ,
وغصّة عالقة .. لا
تدركها الأبصار ,
وفرحةٌ مختبئة , تنتظر
أن ترى النور ..
بي شيء لا أُدرِكُه !!
وأظن أني لا أتلاعب بالكلمات
لأخفي الشيء
الذي أخبركم أني لا
أدركه ..
فأنا فعلاً ( لا أدركه ! )
بي شيء لا أُدرِكُه !!
لذلك نحتاج إلى من يجعلُنا
نُدرِك
أشياء عديدة في الحياة
نحن غافلين عنها
علّنا نصل إلى حالة
الإدراك الرّوحية
التي حقاً نحن بحاجة إلى إدراكها ..
نحن بشر ..
أحياناً يُعييني كوني
من أولئك البشر !
تنتابني حالة بكاء بين
فينة وأخرى
كوني أصنّف من ضمن قائمة البشر ..
البشر ..
يقتلون , يسرقون ,
يسلبون ..
قاسين , حاقدين , عاصين
, غافلين , خائنين ..
ظالمين , ينسون كرم
ربّهم !
والقائمة تطول ..
ورغم أن هنالك الضدّ من
تلك الصفات ,
إلا أننا دائماً نخاف من
الحدّ الحاد ..
ولأنني من البشر , فأنا
لابد أن أمرّ بشيء من تلك الصفات السيئة .. ومجرّد التفكير بذلك يعصر القلب ,
وعلى الرغم من حالات
التوبة وتأنيب النفس ..
إلا أننا سرعان ما نعود
إلى ما كنّا عليه ,
من صفات القائمة
السوداء تلك !!
(
فنحن من نعصي جبّـــار السماوات والأرض )
ونحن ذاتنا ..
من نلجئ إليه في وقت
الضيق والخوف والحاجة !!
(
يا لبشاعتِنا وجرأتنا )
ورغم ذلك .. يلبّي ربّي
نداءاتُنا غالباً ,
فهو الرحمن الرحيم
الكريم ..
(
فوا خجلتاهُ مما ارتكبناه )
أتساءل أحياناً , كيف
ننظر للحياة حقاً ؟!
كم هي طويلة بنظرنا هذه
الحياة , وكم نتأمل فيها
وإلى أيّ مدى نصل
بخيالاتنا وأعمارنا !
أظن أن هنالك من يخطط
لما سيفعلهُ
حين يبلغ السبعين ..
وكأنهُ يملك سنين عمره
!
عن نفسي .. أشعر
أحياناً بعد كل يومٍ يمضي ,
بأني في الغدِ سوف أموت
!
ورغم ذلك الإحساس ..
فأنا لا أفعل في اليوم
الذي يسبق إحساسي بموتي
ما يطمئن به قلبي
للقاء ربي !
بي شيء لا أُدرِكُه !!
لماذا يكون من الصعب
دائماً أن نكون أفضل مما نحن عليه ؟!
لماذا ندّعي العجز وعدم
القدرة عن تغيير ذواتنا !!
لماذا نقبل أن نُبقِي
بشيء نشعر أنهُ يُضْفِي
البشاعة على أرواحنا !
ونستشعر مدى ثقله على
كواهلنا !!
أترى تلك الأشياء التي
نحتاجها لنتغيّر ..
تباع بثمنٍ لا نملكه ؟
أم تباع في محلٍ لا
نعلم موقعه ؟
(( ما أخطّه من عتابٍ هُنا
..
أوجَّهُهُ لنفسي قبل أن
أوجِّهُهُ لكم ))
تستطيعون القول أن ما
كتبتهُ حديث النّفس ..
أعاتب نفسي , وأخطّ
عتابي لكم ,
فلربّما ترغبون أن
تعاتبوا أنفسكم كما أعاتبها ..
علّني إن لم أصل للتّغير
الذي أرتجيه بهذا العتاب ,
شخصٌ ما .. ممن يقرأ
أحرفي ,
يصلُ إليه , ويُسعِد قلبي ..
.
.
.
كم من الأشياء التي لا
نُدرِكُها ..
على مستوى العقل
والقلب
والروح
وحتى في مستوى فِهم
الناس !!
كل تلك الأشياء تُربِكُنِي
..
وتجعـل بي - حقاً - شيء ...
لا أُدرِكُهُ !