بسم الله الرحمن الرحيم ..
مساء النور والسرور على أرواح الجميـع ..
مساء الأربعاء الحبيب ..
الذي أصِلهُ أسبوع
وأسبوعٌ آخر عنهُ أغيب ..
فتحملني الظروف فوق موجاتها ..
إما أن تلقيني موجةٌ إلى هنا .. بأحباري لأكتب ..
وإما أن تلقيني على ضفةٍ أخرى لا أستطيع معها
خطّ أي كلمة !
................
في هذا الأربعاء الجميل ..
كان عيد ميلاد ابن أخي أحمد في رياض الأطفال ,
وكانت الظروف تسمح لي بالذهاب معه للاحتفال بهذه المناسبة ..
ورغم ضجيج الأطفال , إلا أنّه اللحظات السعيدة العديدة
كانت كفيلة لتنسيني كل ذلك الكمّ من الضجيج ..
وأركزّ فقط على السعادة المتولّدة في داخله بوجودنا
أنا وأمه وأختهُ الصغيرة معه ..
وكان أيضاً أبن خالي يحتفل معه في ذات الفصل بعيد ميلاده
فأصبح بدل العيد , عيدين ..
والفرحة صارت فرحتين في قلبهما ..
والسعادة مضاعفة على ملامحهما ..
جلست على كرسي إحدى الأطفال
وهم يتناولون الكعكة ويشربون العصير .. فجلست معهم
آكل وأشرب .. ليتسلل في داخلي شعور جميل !
ربما هم يشعرونه في كل يوم يأتون فيه إلى هنا ..
( غبطتهم في تلك اللحظة )
على شعورٍ شعرته لم أعلم ما هيّته .. لكنهُ جميل وكفى !
تذكرت زمن جلوسي على مثل هذا الكرسي
حينما كنت في رياض الأطفال ..
وعاد شريط ذكرى قد نسيت ثلاث أرباع تفاصيله ,
ما عدا أنشودة كنت ولا زلت أحفظها .. حتى هذه اللحظة ..
فأصبحت أرددها على مسامع الأطفال وهم يسمعون ما أقوله :
يـا أطفال يا حلوين أشربوا الحليب ..
للصحة والقوة اسألوا الطبيب ,
اشرب على مهلك وأشكر الإله ,
لازم تحمد ربّك .. أبداً ما تنساه ..
انتهيت منها
دون أن يرددوا معي .. شككت بأنهم ربما لا يعرفونها ,
أو لم يعلمونهم أياها .. !
( ياه كم أصبحت كبيرة لتصبح أنشودتي شيء قديم لا يُعرف ) !
كانوا ينظرون لي وهم مبتسمين , والبعض أخفى ضحكته تحت يده الصغيرة ,
ههههه , ربما يظنون أني كبيرة !
فكيف لي أن أعرف مثل هذه الأناشيد للأطفال ؛)
لا علم لي بالأحاديث التي دارت في نفوسهم ..
المهم أنني استمتعت بلحظاتي معهم ,
وفي نهاية الوقت خرجت حاملة معي ابنة أخي الصغيرة إلى الساحة الخارجية.. كي أستشعر بعض الهدوء ..
وأستنشق بعض الهواء ..
لكن لا مفرّ .. فهنالك جموعٌ أخرى من الفصول الأخرى تلعب في الألعاب في الخارج ..
وعلى قدر حبّي للأطفال , وحبي للعب معهم واستمتاعي بذلك
إلا أنني لا أستطيع أبداً أن أكون معلمة في رياض الأطفال ..
فمسؤوليتهم أعظم مما يتخيلها البعض ..
...................
كان هذا الحديث قبل فلسفة الأربعاء المعتادة
: )
أما فلسفة الأربعاء تقول :
( أنا لا أعطيك لتعطيني .. أنا أعطيك لأُرضيني )
وخلف ذلك المعنى ..
يكمن ألف معنى لمن سيغوص في المعنى الصحيح ..
ما أجمل العطاء .. من دون مقابل ..
ومن دون أسباب تستدعي ذلك ..
أنا أُعطيك ..
لأني أُحبك , لأنك تستحق , لأني مقصّرة ,
لأني أُحبك , لأنك تستحق , لأني مقصّرة ,
لأني أحترمك , لأني أريد تجسيد شعورٍ داخلي بعطائي لك ..
أنا أُعطيك ..
لأرضي شعور داخلي تجاهك ..
لأرضي شعور داخلي تجاهك ..
أنا أُعطيك ..
ليتدفق داخلي نهرٌ من سعادة لسعادتك
أثر ذلك العطاء الذي قدّمتهُ أنا لك .. لأنك تستحقه ..
أثر ذلك العطاء الذي قدّمتهُ أنا لك .. لأنك تستحقه ..
لا لأني أُكرِمُك ..
أنا أُعطيك ..
لأنه الله يأمرني أن أحسن للناس ,
لأنهُ يعلم أنّ في عطائي لهم سعادة لروحي ..
فهو أعلم بي من نفسي ..
لأنه الله يأمرني أن أحسن للناس ,
لأنهُ يعلم أنّ في عطائي لهم سعادة لروحي ..
فهو أعلم بي من نفسي ..
فكيف إن كانوا أقرب الناس .. وأولاهم بالعطاء ..
أهلي , أقاربي , أحبتي , أصدقائي , معارفي ..
كل تلك القائمة تستحق أن أعطيها ..
دون أن أنتظر أن يكونوا مبادرين هم بالعطاء الذي أريد أن أقدّمه ..
ما أجمل التفكير بذلك ..
أن نُعطي لنرضي أنفسنا بكمٍ من عطائاتٍ غير منقطعة ,
تُسبب السعادة لأحبتنا .. والرضا لأرواحنا وقلوبنا ..
ما أجمل أن نُعطي
دون أن نحاسب , دون أن نفكّر ,
دون أن نستمع لوسوسة الشيطان !
ما أجمل أن نُعطي
دون أن نحاسب , دون أن نفكّر ,
دون أن نستمع لوسوسة الشيطان !
ما أجمل أن نتّخذ لأنفسنا ذلك الشعار ..
( أنا لا أعطيك لتعطيني .. أنا أعطيك لأٌرضيني )
ونلتمس صِدقنا حين نُطقِنا له ..
ونلتمس صِدقنا حين نُطقِنا له ..
من منا لا يبحث عن الرضا الداخليّ ؟
العطاء سبب لذلك الرضا الذي نبحث عنه ,
فلا تبخلوا على أنفسكم ..
برضا تستطيعوا نيله بقليلٍ قليلٍ فقط من العطاء ..
برضا تستطيعوا نيله بقليلٍ قليلٍ فقط من العطاء ..
أتمنى لكم أسبوع .. مليء بالعطاء لمن تحبون
و مليء بالرضا لأرواحكم ..
:)
أرق التحايا لقلوبكم ..
و مليء بالرضا لأرواحكم ..
:)
أرق التحايا لقلوبكم ..
السلام عليكم
أختي فاطمة، حتى العطاء الذي تتحدثين عنه ينتظر مقابلا هو الشعور بالرضا :) لكن في هذه الحالة يكون شعورا فطريا طبيعي أن يحس به الإنسان بل ويحتاج إليه في حياته، حتى يستمر في العطاء..
تحياتي على الموضوع الراقي
وأطال الله في عمري الطفلين وحفظهما وبارك فيهما