بسم الله الرحمن الرحيم ..
ملفوفٌ بأكفانٍ نسجوها من بقايا الروح !
وأصواتٌ من حوله .. تبكي وتنوح ..
مقطّعةٌ أطرافهُ إلى أشلاء ..
جرمهُ " حلمٌ " لم يقطع منهُ الرجاء ..
.
.
وصوتها .. صوتها .. صوتها
" لا يكفّ تكراراً من رأسي ! "
أمهُ .. تضمهً بالكفن !
وأنا .. عقلي سيجنّ !
( تقول له : قلب أمك , روح أمك , نفس أمك .. أمّاه )
تبكي ماذا ؟ تشكو ماذا ؟ تخشى ماذا ؟
كل الأيادي من حولها تربّت على أكتافها , تمسح على رأسها ..
تهدأ من روعها ..
لكنها ترفع يداها لهم بأن ربما ..
" انتظروا .. أو أصمتوا .. أو لا تخشوا عليّ "
ترفعُ الكفن الذي قد غطى رأسه .. تقبّل ما بين عيني شهيدها ..
تطيل النظر .. تهمس لهُ بكلماتٍ .. لا يجيبها عليها !
ينفجر من حولها بالبكاء .. وهي لا زالت صابرة !
تحتضنه لمرة أخيرة .. مرة أخيرة ..
فتُسكِنُ نظرتها لهُ كلّ جوارحي !
وتفيض تفيض مني كل مشاعري ..
.
.
أنا التي تجلس خلف الشاشة ..
أنا التي لم ألده , لم أعرفه , لم أراهُ مقطّع ..
أنا التي أعلم بأنهُ نجمةٌ في سماء الشهداء يسطع ..
قد متّ ألف مرّة .. قد ذرفت ألف دمعة .. قد صرخت بصوتٍ مكتوم !
قلبي يشعر بالوجع .. روحي متألمة .. لا تكفيني رئتاي لأتنفس فمن ألوم ؟
أغيب عن عالمٍ يقتلني , عن عالم بالضجيج الذي اكره يدخلني , لكن الهدوء لا يدوم !
سرعان ما أعود .. لأرى ما الذي يجري ؟
وما إن أرى ..
حتى أنادي .. ربــاهُ متى الفرج ؟
فقد ضاقت أرواحنا في أجسادنا ..
ضاقت .. ضاقت ..
أنت ربي أعلم منا بحالنا ..
يضيق الكون , فيضيق الوطن , تضيق الدار , ويضيق الهواء
وتضيق الروح والنّفس ..
نمدّ أعناقنا للسماء .. نرتجي منك الشفاء ..
أكفّنا إليك ممدوه .. فأنت الذي لا تخيّب من رجاك ..
اللهم صلِ على محمدِ وآل محمد ..
ربـــاه
أرح كل روحٍ , وكل قلبِ , وكل نفسٍ .. قد أصابها الوجع ..
فأنت الذي حين نلجأ إليك في ضيقنا .. وحزننا .. لا نُمتنع ..
مسآائك طآاهِر
فِي غيبآأت الحرف
لا ارى الا روعة قلمك
دمتي بخير