ويحتضِنُنِي حزنٌ أصبحتُ أبداً لا أهـابه ..
ويترُكني أُخيِطُ ما تمزَق من رِدائه ..
وينثرُ الألوان ما بيني لأعِيد تلوين أحلامه !
نعم ..
أريدهُ أن يكون " سعيداً "
هو ذاك الحُزنُ بنفسه ..
أبحثُ عن الأسبابِ التي قادتهُ ليكون " حُزناً " لا سعادة !
فوجدتُ أنهُ يرتدي رداءاً ممزقاً ..
ووجدتُ أنَ لونهُ واحداً .. لا يتبدَل ..
لماذا دائمـاً الحزن بذات نفسه من يلبسنا ؟
ويجعلُنا كما حاله ؟!
لماذا لا نلبسُ الحزن .. ونجعلهُ كما حالنا !
وكما نريد .. وكما نحب .. وكما نحن عادةً ؟
.
.
( 2 )
أريدُ أن أرمِي قُبَعتي في أعلى السمـاء ..
أريد أن أبكي بين صديقاتي .. وأحتضنهن ..
أريدُ أن أسير في مسيرةٍ لنـا نحن ..
أريد أن تنظر كلَ العيون إلينا ..
أريد أن أشعر برهبة وجمال وروعة ذلك الشعور ..
أريدُ أن تتبلَل أجفاني بدموع الفرح ..
أريد أن أُشبِع ناظريَ بالنظر لبسمات صديقاتي جميعهن ..
أريد أن أرى " تعابير " كل واحدةٍ منهنَ ..
أريدُ أن أعي " المعنى التام " للتخرج !
أريد أن أُلغِي كلمةً .. وبِضع حرف ..
أريدُ أن أخلُق مشاعري " صوتاً " مدوياً يملأ مسامع الجميع ..
أريد .. ولكن هم لم يسمحوا لي فعل أبسط ما أريد !
لم يجعلوني أحقق " أمنيةً " كانت معلَقة في سماء الأمنيات التي فوق رأسي ..
فغدت أُمنيتي في السَماء حزينة .. تختبئ خلف نجمةٍ مضيئة ..
" ترتجي " من ضوئها ونورها أملاً لتتحقق ..
.
.
( 3 )
أخبرتني أنها تشعر بالوجع ..
تحكي لي بعض التفاصيل الحزينة ..
أعلم أن في قلبها للجميع مكان متسع ..
لكن " طيبتها " تجعل أطباع الآخرين مُرِيعة ..
وأغوص بنظرةٍ في عمق قلبها ..
أشعر من كلماتها برجفانها ..
تُخبِرُني أنا ..
علَها تلتمس مني حديثاً يريحها ..
أو ربما حلاً ترضاه ..
تسألني : أأخطأت ؟ وتريد أن أجيبها ..
وأعلم أن " نعم " ما تخشاه ..
لكنها صدقاً لم تخطأ ..
بل الآخرين أسوأ من أن يستحقوا البقاء معها ..
أسوأ من أن تتألم لفقدهم ..
.
.
لإن حاربتُ الدَنيـا لكي ترضى ولم ترضى ..
فما حيلةُ السَاعي لأجلِ رضاك ؟!
بحثتُ في سرَ صمتك عن المغزى ..
فوجدتُ أنَ حرفي أصلاً من عاداك !
بحثتُ في قاموسِ الماضي عمَا تهوى ..
فوجدتُ الحِبــر والورق كلُ هواك ..
أن لا أجدني هناك معهم فذاك أقسى ..
" تخبرني " لأخبرك بقولها حين ألقاك ..
وتكررُ الكلمات مراراً كي لا أنسى ..
لكني لا أعرِفُها ! أتظنُ أرضى أن تهواك ؟!
وأحرُفُها لا تحبك ..
ولا تُطِيقُ حِبرك ..
فكيف " تختلط " مشاعرها في داخلك لتبوح !
بل ربمـا أحبارك .. لا تُطِيقُ أحرُفها ..
لأنها اعتادت أحرفي فقط ..
لأن بصمتي فيك طويلة المدى ..
لأن بصمتي لا تُطابِقُ بصمتها ..
فلا تستطيعُ " البوح " إلا حين تتطابق البصمات ..
عذراً , ولكني أظنُ روحكِ في أقصى تلك الزاوية ..
- لأنها رُفِضت من قِبل قلمي -
تبكي وتنوح ..
شتان بين كل جزء
أجد الحزن وعكسه الفرح
انتبابني شعور مختلط في كل انتقال لي
بين كل جزء ..
لكن ما ايقنته حقا أن هنا قلم جميل
ينبض بالإبداع
..
بالتوفيق عزيزتي دمتي بخير