حينما نريد أن نُدرك بعض الحقائق والمفاهيم لبعض المعاني التي يصعب علينا تحديد السبب الحقيقي ورائها ..
نبحث في قاموس الحياة عن المسببات , والأمور التي تجعلنا نصل إلى مبتغانا ..
نبحث في أقوال فلاسفة عصورهم , نبحث عن أقوال حكيمة من أفواه الحكماء ..
علَنا ندرك شيء يقودنا إلى ما نريد , عَلنا ندرك أشياء نجهلها تحول بيننا وبين
ما نريد تحقيقه ..
.
.
السعـادة ..
من منا لا يتمنى السعادة ؟!
بل ربما السعادة هي الأمر الذي يقودنا للصراع في الحياة لنبقى نتنفس ..
ها هنا اليوم .. قررت أن أكون فيلسوفة " مدونتي "
قررت أن أخط ما تعنيه لي السعادة , أن أشارك الجميع بعض الأمور البسيطة
التي تجعلني سعيدة ..
الأمور التي أحب أن أفعلها .. لأستشعر السعادة في لحظات حياتي ..
لكلٍ منا ولابد أشياء تقوده إلى السعادة ..
نعم .. فالأمور التي تجعلني سعيدة .. قد تجعلك غاضباً أو حزيناً ..
والأمور التي تجعلك سعيداً .. ربما تجعلني أنا غاضبة أو حزينة ..
لا يهم هنا الإختلاف .. المهم أن تدرك أنت بذات نفسك ما الذي يُسعدك !
لأنك إن أدركت ذلك , فستسعى لفعل كل الأمور التي تقودك للسعادة ..
.
.
للسعادة في حياتي أسباب كثيرة
في وقفات كثيرة ..
أمور كثيرة ..
أفعال كثيرة ..
وأقوال كثيرة ..
" تكون كلها سبب لأُسعد "
ربما قد يظن البعض أن ما سأخبر به لا يحمل أي شيء يؤدي للسعادة المفرطة
التي يتمناها الكثير ..
لكن القلوب تختلف .. السعادة تختلف .. الأرواح تختلف ..
وهنا أنا أتحدث عن قلبي .. سعادتي .. وروحي ..
.
.
فحتـى أكون سعيدة .. سأسعى أولاً لإرضاء ربي ..
إتمام فرائضي .. إجتناب الأمور التي تؤدي إلى غضبه سبحانه قدر المستطاع ..
إجتناب ما يؤدي إلى إسوداد قلبي .. وتشويه روحي ..
فرضاء الربَ .. الباب الذي يدخلك إلى سعادة أبدية ..
رضاء الرب .. الطريق لسعادة الدنيا والآخرة ..
.
.
حتى أكون سعيدة .. سأسعى للبرَ بوالديَ ..
الدعاء لهما .. أسعى لأن لا يصيبهما أذى أبداً ..
لا بالقول .. ولا بالفعل ..
فروحي إن أرادوا درعاً لهما ..
أموت أنا .. ويحيا والديَ ..
.
.
حتى أكون سعيدة .. سأسعى لأكون سبباً في سعادة الآخرين
" أسعد الآخرين .. لتُسعد أنت "
فالسعادة التي تأتي لي من هذا الطريق , سعادة كبيرة جداً جداً
لا أستطيع وصفها بالكلام ..
أحب السعي لإسعاد الآخرين .. لأدرك لذَة السعادة في ما بعد ذلك ..
.
.
حينما تأتي أبنت أخي الصغيرة وتضع يداها الصغيرتين بين أذني وتهمس لي بأن :
" عمَه توتو , خلي الماما تخليني معاكم اليوم في البيت "
حينما أخبر أمَها , وتقبل ببقائها .. وأرى أبنت أخي وهي تنظر لي بعينين لهما
بريق السعادة , وإبتسامة تملأ وجهها .. وكلمات شكر تحملها لي بتلك النظرات
أشعر بالسعادة الكبيرة لسعادتها ..
" على الرغم من بساطة الأمر الذي فعلته , لكنهُ كان سبب لجعلها سعيدة "
.
.
حينما تأتي أختي الصغيرة لي .. وتطلب منَي أن أعمل لها إحدى أعمالها الفنية , أو
مطوية الرياضيات التي اعتادوا على عملها في بداية كل فصل ..
وتطلب مني أن أصنعها بطريقة جميلة
" فأستاذتهم المصونة تطلب منهم ذلك "
بالرغم من كوني " أتملل" من صنعها في بعض الأحيان ..
لكني في النهاية أصنعها بإخلاص لتكون بالصورة
التي تسعد أختي .. وحالما أنتهي .. وتكون أختي بعيدة وأنا أصنعها كي تتفاجئ
بالشكل النهائي .. وحينما تأتي لتراها تطلق شهقات التعَجب " كعادتها "
والإبتسامة لاتكاد تفارقها من التعجب مما صنعت , والفرحة لأن أستاذتها
ستمدحها على جمال مطويتها " وكأنها هي التي صنعتها ؛) "
لتقول لي : " فاطمة ما أصدق أنتِ كل شيء في الحياة فنانة فيه وتعرفينه , وين تخفين كل هذا الفن "
وددت الضحك بقَوة حينها لأني أعتدت ذلك من أختي , فهي دائماً ما تنظر لي بأني
أستطيع فعل أي شيء في الحياة , أني أستطيع الإجابة على أي سؤال تطرحهُ ,
أشعر بالسعادة طبعاً ..
فأنا على الأقل " فنانة وذكية بالدرجة الأولى عندها " رغم أني لستُ كذلك حقاً ..
.
.
حينما يأتي لي أبن أخي الصغير أحمد , ذو الأربع سنوات ..
ويطلب منَي اللعب معه , فأنا لا أستطيع الرفض أبداً , أياً كان الوقت ,
وأياً كانت اللعبة .. خصوصاً أن له في قلبي مكانة كبيرة , أحبهُ جداً ..
فهو " شبيه عمته " =)
يمسك الآلة الحاسبة ويقول : " عمَه دودو , أنا بسألك وأنتِ جاوبي عليَ بسرعة"
ويبدأ بطرح سلسلة من الأرقام , يظنها معقدة جداً بالنسبة له بالطبع , فيقول :
5 + 4 كم ؟
لأجيبه سريعاً ..
فيحاول أن يجعلها معقَدة أكثر ويقول :
1 + 2 + 3 + 4 + 5 + 6 كم ؟
وأجيبه ..
وهكذا ..
سلسلة من الأرقام التي يطرحها عليَ لأقوم بعملية الجمع ..
لينظر لي بتعجب بعد أن عجز أن أخطأ في الإجابة فيقول :
" شلون عمَه تعرفين بسرعة تجاوبين ولا تغلطين ! "
" لأجيبه : عمَه دودو فنانة الفنانين .. وشاطرة الشطورين ؛) "
ليضحك ضحكته المعتادة .. لإعجابه بما قلته ..
ويقتنع بكلام عمَته
ويقول : صحيح والله فنانه أنتِ ..
" حتى أخبرتني أمه ذات مرَه أنهُ سألها سؤال وأجابت عليه فقال لها : والله يا ماما صرتي فنانه مثل عمه "
- يا عيني وأنا مضرب مثل بالنسبة له ؛) -
.....
ولإني أريد أن أشعرهُ بأنهُ هو كذلك " شاطر " و " فنان "
ذات مرَه في فترة الإختبارات وبينما كنت أذاكر لمادة تخصصي الرياضيات ..
جاء لي وأنا في نهاية المحاضرة الأخيرة , وقال لي : تبين أساعدك عمَه ؟!
" تعجَبت من سؤاله "
لكني أجبته : نعم .. أجلستهُ بجانبي , وأخبرته بأني لا أعرف حلَ هذه المسألة ..
" وبالطبع كانت مسألة من صنعي , وضعت له عمليات جمع بسيطة ليقوم بجمعها
فأجاب عنها جميعاً .. احتضنته وأظهرت لهُ مقدار سعادتي لأنهُ ساعدني,
وأني انتهيتُ بسرعة لأنه جاء وساعدني في حلها ..
لا أستطيع أن أخبركم مقدار السعادة التي ارتسمت على ملامحه , وذهب مسرعاً
ليقول : ماما , ساعدت عمَه دودو وأهي تذاكر حليت لها السؤال ..
كنت سعيدة جداً .. جداً
لأني كنت سبباً ليفتخر بنفسه أمامي وأمام أمَه وأمام جميع من كان هناك حينها ..
" رغم بساطة الموقف , ورغم بساطة السبيل لتحقيقه "
.
.
السعادة .. أن أصنع الجمال , الفرح , الابتسامة
بكل الطرق الممكنة لمن أحب ..
أضيف ليومهم شيء مني ليسعدوا .. أياً كان ذلك الشيء ..
كلمة , شكر , اعتذار ..
كلمة ثناء .. لمن كان سبب في سعادتي , تجعله سعيد هو الآخر ..
شكر يستحقونه .. ويفتقدون من يستشعر دورهم في الحياة .. فبشكري لهم أجعلهم
سعداء ..
اعتذار .. لذنب ربما أكون أنا المخطأة فيه , وربما الطرف الآخر ..
لكني في كلا الحالتين باعتذاري سأجعله سعيد ..
لأني إن كنت المخطأة واعتذرت , سيشعر بمكانته في قلبي والدليل مبادرتي بالاعتذار إليه ..
وإن كان هو المخطأ واعتذرت .. سيشعر إن كان " ذا إحساس " بالذنب , وسيسعد
أيضاً لمبادرتي بالاعتذار .. وربما يكون ذلك سبب ليغير من ذاته قليلاً ..
" هذا مفهوم الاعتذار بالنسبة لي , فأنا لا أعتبر المبادرة بالاعتذار إذلال لذاتي أبداً كما يعتقد الكثير "
بل أعتبره سبيل لسعادة .. أفتقدها حين أشعر بأن أحد الأشخاص متضايق منَي لفعل اغترفته من دون قصد ربما ..
.
.
السعادة .. أن أشعر بأني في الحياة لستُ وحيدة ..
أن اشعر بأن عندي أحبه من حولي .. والأهم من ذلك أن أملك الأصدقاء ..
فالصديق بالنسبة لي سعادة " منفردة بحدَ ذاتها "
الصديق بالنسبة لي " عالم يخصَني وحدي " مستودع لأسرار لا يعلمها أحد ..
الشعور بأن صديقك يسمع ما تفكَر به قبل أن تنطقه , أو أن نفكر معاً بذات الشيء
في اللحظة ذاتها وننطق بذات الفكرة معاً " يجلب السعادة "
أن تفكر بصديقك , وتمسك الهاتف للاتصال به لتطمئن عليه , فترى أنهُ في ذات
اللحظة التي أخترت أسمه لتتصل عليه يتصل " يجلب السعادة "
" أو ليس ذلك صحيح يا سلام الروح =) "
الشعور بأن صديقك ينتظر منك أحاديث أعتادها ,
الشعور بأنهُ لا يمل أبداً مهما كانت أحاديثك طويلاً , أنهُ يستمع لكِ حين الحاجة
يسعد لسعادتك , يحزن لحزنك " يجلب السعادة "
الشعور بأن لك في قلبه مكاناً أياً كان حجم ذلك المكان " يجلب السعادة "
فشكراً لأرواح تعلم أن بقائها بقربي سبب من أسباب سعادتي ..
.
.
السعادة .. أن أخبر الآخرين ما الذي يعنونه لي في الحياة ..
سواء بطرق مباشرة أو غير مباشرة ..
وكلما حاولت أن أخبأ ما يعنونه لي
" خجلاً من أخبارهم "
, أشعر أنهُ من الظلم أن أحمل كل ذلك التقدير
لهم , أو الحب لهم , أو الإعجاب بخلقهم وفكرهم وهم لا يعلمون ..
وأقول في داخلي : لو أنني كنتُ هم .. أود سماع رأي الآخر في ما يخصَني حقاً ..
وسأكون سعيدة بالطبع حينها ..
التفكير بهذا الأمر يجعلني أبادر بأخبارهم ..
مع أن هنالك ممن أعرف أسمعهم يثنون على بعض الشخصيات , وحينما أقول لهم
لماذا لا تخبرونهم برأيكم بهم ؟
يكون ردَهم : كي لا يروا أنفسهم علينا ويغترَوا بذاتهم !
" عجيب ! "
لا أعلم لما دائماً ينظر الآخرين للجانب السلبي للأمور ويقدمونه في حياتهم دائماً ..
الناس دائماً تصرَح بالأشياء السيئة الموجودة في الشخص , وتخفي الأمور الحسنه التي تسعد الآخرين !
أما كان من المفترض أن يقولوا بأننا بثنائنا لهم .. سنكون سبيل ليزداد حماسهم
سبيل لسعادتهم .. سبيل ليشعروا بقيمة ما يفعلونه .. سبيل لتقدير الذات !
.
.
الشعوب الآن .. أعلنت ثوراتها على كل أرض ..
الشعوب الآن .. تفتقد معنى السعادة في منحنى المعيشة الكريمة ..
السعادة التي يستحقها كل إنسان , السعادة التي يجب أن يمنحها الوطن لمواطنيه ..
السعادة تكون .. بعيشة كريمة يمنحها الأب لأبنائه ..
" بمساعدة الوطن "
ودراسة ووظيفة يمنحها الوطن لكل أبناء شعبة ..
السعادة أن نكون أحراراً في أوطاننا ..
" ما الضرر في أن ينال الجميع السعادة ؟! "
الوطن ولا بد يستطيع منحها لهم ..
الوطن ولا بد يستطيع ..
لكنهُ ينتظر سماع النداءات ..
و حينما يُلبى نداء صرخات الشعب .. سيغدو الشعب في نهاية المطاف سعيداً ..
=)
حينما يأتي أمر الله .. وكلمته ..
سيغدو العالم بأسره سعيد ..
.
.
في جعبت كل منا قوارير من سحر ..
لو نثرناها بحب .. بصدق ..
لو نثرناها من دون أن نقول :
لماذا نحن المبادرون في نثر ما نحفظه في قواريرنا ؟
لماذا لا يبادر الآخر في نثر ما في قارورته عليَ أولاً ؟
حينها فقط .. سنفهم المعنى الحقيقي للسعادة ..
....
السعادة .. أن تعمل الجميل دون أن تنتظر المقابل ..
.
.
أما السعادة العظمى التي تقدمها ذاتي لذاتي ..
هي البوح .. كلما أردت البوح ..
حتى أصبحت على يقين بأني سأفقد معاني السعادة كلَها
لو جفَت يوماً ما أحباري ..
.
.
ماذا عنكم ..
هل سألتم أنفسكم يوماً
عن الأمور التي توصلكم إلى أوج السعادة ؟!
" أتمنى أن تكون لحظاتكم كلَها سعيدة "
=)
بعيدا عن كل الأمنيات
أتمنى لك حياة سعيدة : )
دبي