أيهــا الزمــن ..
رفقاً بالصباحات الجميلة ..
التي لا أكون فيها هنالك بينهم ..
رفقاً بذلك المقعد الذي أعتدت " في كل صباح " الجلوس عليه ..
رفقاً بالباب الذي أعتدت دفعهُ بقبضة يدي الدافئة " من شدَة البرد " لأدخل وأخرج " طوال الوقت "
رفقاً به .. لا تجعل شدَة البرد تنسيه دفئ يدي !
رفقاً بالقلوب التي أودعتها هناك .. ولم أستطع " لعجزي " أخذها معي ..
رفقاً بتلك الزاوية التي إعتدت عند الظهيرة الوقوف فيها لأقيم الصلاة ..
رفقاً بأسمي المعلَق في بعض لوحات المدرسة ..
رفقاً بها .. وبهم .. وبتلك .. !
أيها الغُبار ..
رفقاً بأسوار المدرسة .. التي إعتدت أن ترتاح فوقها ..
وآتي أنا .. وأُسند رأسي على ذلك السور " فتتمسَك أنت بجبـيـني "
هارباً من السور إلىَ ..
مالعمل الآن ؟!
فما عدتُ هنـاك .. كي تهرب إليَ !
رفقاً بمن لا تحب أن تصيبهُا أنت .. أو تتعلق عليها ..
وتفضل الوقوف طويلاً " رغم تعبها " على أن تجلس في مكانٍ أنت تجلس فيه !
أيها المكـان ..
رفقاً بقلبي حينمـا يأتي إليك زائراً يحملهُ الحنين ..
رفقاً بالكلمات التي نطقتها بين أركانك ..
رفقاً بها وإن أصبحت الآن " مجرَد " بقايا صوت ..
رفقاً ببقايا " خجل وإحمرار وجه " تركتهُ فيك حينما كنتُ هناك ..
أيتها النافذة ..
رفقاً بروحي حينما تأتيكِ زائرة , و تقف خلفكِ " وحيدة "
تستمع للأحاديث التي يحكيها من هم في الداخل !
لا لأجل شيء .. فقط لأكتشف بعض الحقائق التي تفيد الإعلام
" أو ليس كذلك ؟! " =)
أيهـا القلم ..
رفقاً بالكلمات حينما تخطَها .. فما عادت تذهب إلى ذات الموطن الذي أعتادت الذهاب إليه ..
رفقاً بمشاعري حينما تجسَدها ..
لا تحمَل الكلمات بعضاً من مشاعري التي لا يستطيع " الحرف " حملها ..
رفقاً بالأحبار التي في داخلك ..
لا تجعلها تخطَ ما لا يستحق أن يخطَ بحبرك ..
أيتها الروح ..
رفقاً بي .. رفقاً بقلبي .. رفقاً بعيناي .. رفقاً بذكرياتي التي سأطويها داخلكِ ..
رفقاً بي في يوم غد .. فـأنا ما أعتدت بعد فراقهم ..
ما أعتدت بعد كوني في مكان .. غير مكانهم ..
ما أعتدت بعد أن يمضي الصباح .. دون لقائهم ..
ما أعتدت بعد أن أعود إلى مقاعد الدراسة .. من بعد أن كنت أستاذة !
رفقاً بي .. قليلاً .. قليلاً .. فقط ..
حتى أعود لمـا كنتُ عليه .. وأعتاد من جديد عليه ..
.
.
ستشتاق قدماي للسير إلى تلك المدرسة ..
" أخاف أن تأخذني في الغد قدماي إليها رغماً عنَي ! "
الله...
رفقاً بنا...
كنت رائعه هنا..همساتك اشجانك ومشاعرك...
الغياب هو مجرد غياب الجسد
ستبقى كل الاشياء في قلبك
وستبقين بروحك
هناك...
الله يوفقك وين ماكنتي
حبي:**