صبــاحكم / مسـائكم .. ورد وياسمين .. =)" إنهـا التجربة الأولى لي .. يوم الأربعاء المنصرم في الشرح لطالبات المرحلة الثانوية " 27 - أكتوبر - 2010 م في الحقيقة كنت أحترق منتظرة أن تصل لي الرسالة التي ستحدد الدرس الذي سأقوم بشرحه .. لكون الأستاذات لا يستطعن أن يحددوا لنا الدرس قبل أسبوع , كونهم لا يعلمن عن الظروف التي قد تؤدي إلى تغييره ..المهم بأني أنتظرت .. فمضى الخميس والجمعة .. وأنا أنتظر .. أتى السبت وأنا أنتظر .. الأحد .. شبه أحترق .. الأثنين .. أحترقت !!وصوتي داخلي يقول :" لمــاذا لا تتلطفوا علينا بأرسال الدرس ="( " فأنا في أثناء تلك الفترة , لا أعلم كم مرة نظرت لجوالي لأتأكد إن كانت هنالك بادرة أمل " أي رسالة " لتزف لي عنوان الدرس الذي سأقوم بشرحه يوم الأربعاء .. حين أنتظرت حتى الساعه الحادية عشر .. أخبرت صديقتي في القسم والمدرسة بأنه إن لم يعطوني الدرس اليوم فأنا لن أقوم بشرح درس يوم الأربعاء , نفسياً لا أستطيع تقبل فكرة أن يعطوني الدرس قبل شرحي له بيوم !أحتاج متسعاً من الوقت كي أرتب أفكاري , وأحضَر للدرس , وأطَلع على الدروس السابقة التي أخذوها , كي لا يفوتني شيء ولا أقع في موقف أو سؤال محرج من قبل الطالبات , وأكون حينها لا أعرف !" قويــة في حقي صح !! " لكن ولله الحمد .. وصلت الرسالة التي تحمل لي خبر درسي المنتظر .. وكانت تقول : " الدرس هو النظير الضربي للمصفوفات " أمممم .. نعم نعم .. هو الدرس المتوقع , وقد أطَلعت عليه قبل ذلك بيوم , وقد كان ممتع للغاية ..وبذلك بدأت رحلة التحضير مع الدرس , قد يظن البعض أن الأمر لا يحتاج أي جهد , فالدرس سهل جداً و " ما يبيله " لكن المصيبة لا تكمن في مدى سهولة وصعوبة الدرس فقط .. كانت تكمن في الطريقة التي سأقوم فيها بعرض الدرس , الأسلوب المتبع لإيصال الدرس للطالبات , القدرة على إيضاح أفكار الدرس , الأمثلة التي ستتكفل في إيصال المعنى , أسلوبي وطريقة تعاملي معهن , والكثير غير ذلك .. فكون المسمى أني سأقوم بشرح درس .. لا يقف تحت المسمى ذاته فقط , لكنه أعمق بذلك بكثير لمن لم يمر بالتجربة .. ولكوننا لم نمارس المهنة بما يكفي للأعتياد على كل ذلك , هنالك صعوبة في ذلك حقاً ..المهم أني في ليلة الأربعاء قبل يوم ذهابي للمدرسة , جلست ما يقارب الثلاث ساعات وأنا أستعد للدرس , السبورة أمامي , الأقلام , الكتاب , وذاتي .. أنا بحاجة لمعرفة ما سأكون عليه غداً أمام الطالبات .. لكنني صدقاً لا أستطيع !!قرأت الدرس مراراً ومراراً .. حفظت بعض الأمثلة التي يجب أن يكون فيها الناتج قيم محددة , وتركت الباقي التي لا تحتاج لإيجاد قيمة معينة لأكتبها من عندي ..أريد الآن أن أجرَب حين أدخل الحصه مالذي سأقوله , كيف سأبدأ الدرس .. ؟وقفت في غرفتي لأحاول أستعراض ذلك , لكني لم أستطع !وأيضاً مشكلتي بأني لا أحب أن أجرب ذلك أمام أشخاص من أهلي , لا أحب لا أحب .. فأنا أعلم بأني لن أستطيع أن أكون على الحقيقة التي سأكون فيها أمام الطالبات , مع أن بعض زميلاتي يجربن ذلك أمامنا نحن والأمر عادي بالنسبة لهن .. لكن أنا .. مختلفة !المهم .. أن الصباح قد أتى " وأنا أردد "يـاااه .. أحقاً سأستطيع .. ؟تساؤل عابر مر في خاطري .. لأجيب في لحظة اللحظة : أجل .. أنا كذلك " أستطيع " كانت حصتي الحصة الثانية ..دخلت بعد إنتهاء الطابور الصباحي الغرفة التي نجلس فيها ..شعور " مخيف " بأن عقلي لا يحوي شيء من تفاصيل الدرس !أخرجت الورقة التي لخَصت فيها أهم محتويات الدرس وتسلسله , ليسهل علي قراءته قبل الدخول للحصة .. حينها شعرت بأني " أحفظ " الدرس .. لا أفهمه ؟ منذُ متى كان الرياضيات يُحفظ =/شعرت بأني بعد أن تُعلن الصافرة عن نهاية الحصة الألى .. وبداية حصتي .. سأدخل قاعة الإختبار !لا فصل ثاتي علمي .. لأشرح درس .. فكرت بكل ذلك وأنا جالسة بإنتظار عقارب الساعة أن تمضي لا أكثر .. ومضت تلك الدقائق من عمري .. ودقات قلبي في حالة من " عدم الإنتظام " حتى أنتهت الحصة الأولى ..ودمعات خفية خلف أجفاني تشتكي .. بأن يا وقت مالك الآن تنتهي ؟أتعود إلى الوراء إن ذرفت لك أدمعي ؟لكنهُ لم يجبني , وبدأ يمضي .. والدقائق المتناقصة كُلها من وقت حصتي .. وأنا أقف ممسكة بكتابي , أقول لزميلاتي " يصير ما أروح " !!وفي موقف جميل لتحفيزي قليلاً .. بدأت إحداهن تقول لي : بالعكس .. أنتِ يا فاطمة شخصية متميزة , أنتِ قدها , أنتِ بتشحرين بطريقة رائعة .. وبدأت أخريات بتقليدها في بعض الكلمات .. ورغم أنني أعلم أن تلك الكلمات تقال لأتشجع .. أي أنها طريقة لخداع النفس قليلاً , لكنها مجدية بعض الشيء =) مضيت إلى المصير الذي لا بد منه , تشتت توتري قليلاً أثناء صعودي بعض الدرجات , وما إن أقتربت من الفصل حتى إزداد توتري إلى الضعف .. !" يمـووو .. يمووو " -- على قولة لبنه في صبايا ؛)كان الفصل الذي سأدخله مغلق , نظرت من الزجاجه ورأيت أن لا معلمة في الداخل , لكني لم أرد الدخول قبل أن تأتي أستاذة " أ . ا " والتي ستقوم هي بالدخول علي وتقييمي .. بقيت في الخارج حتى أتت .. سألتني " هل يوجد أحد " ؟فصمت , ثم أردفت : إذا أستاذة أمل تتأخر ما تطلع .. وكنت أعلم بأن لا أحد في الداخل , لكني لم أجبها .. وكأنني لا أعلم , لكني في الواقع كنت لا أريد للزمن أن يسرع في إدخالي للفصل ..هكذا حتى فتحت الباب .. وقالت لي أن أدخل ما من أحد في الفصل .." ياليت أحد مصورني أول ما دخلت الفصل " شعوري بأن وجهي كان محتقن ..!يداي ممسكتان بالكتاب بقوة .. أريد أن أصرف توتري في شيء ما .. كنت في اللحظة التي دخلت فيها خجلة .. !" مع أن هنالك الكثير ربما ممن يعرفنني شخصياً وسيقرأن حروفي الآن , يقولون في دواخلهم" أحقاً هي تخجل في مثل هذه المواقف " !أي والله بخجــل كتيـــر ="(
" فالكثير يرى في شخصيتي الأنسانة الجدَية .. الشديدة , حتى أن بعض صديقاتي الآن يخبرنني بأنهن كانوا يكرهنني حينما كنت معهن في المدرسة لأني كنت جدية زيادة عن اللزوم , وظنوا أني إلى الغرور أقرب .. لكنهن الآن يعتذرن مني لظنهن ظن السوء ..
حتى أن إحداهن اليوم قالت لي : أحنا أعتذرنا منك .. خلاص طلعتي حليوه , يعني خلاص سامحينا على الأيام اللي كنا نتكلم فيها عنك بسوء , ورجعي حسناتنا .. // مهيــَه خلاص راحت عليكم ؛) "
وهكذا دخلت الحصة , والآن .. ماذا ؟
توجهت إلى القلم لأكتب التاريخ والمادة والحصه على السبورة
" ما أدري بصراحة الهدف من هذا الشيء ؛) "
وبدأت بسم الله .. ودخلت في الدرس ..
أصعب خمس دقائق في اليوم كله مرت علي في تلك اللحظات , من لحظة دخولي , حتى نطقت في تفاصيل الدرس ..
بعد ذلك شعرت بأني أنا أستاذتهم الحقيقية منذ بداية السنة ؛)
" شعـور قوي ! "
كل شيء فيني يدل على أني معتاده مع الطالبات , بعض الأسماء كنت أحفظها بسبب حفل التفوق فقد حفظت فيه بعض الأسماء , وكون بعضهن من معارفي , وكوني قد دخلت على هذا الفصل في حصة إنتظار ..
أيضاً .. حين دخلت الفصل , شعرت ببعض السعادة لأني ألتمست السعادة من بعض الطالبات كوني سأشرح لهن , فحين دخلت سألتني إحداهن ممن كنت أعرفهن قبل : أستاذة بتشرحي لنا الدرس اليوم أنتِ ؟
حين أجبت بالإيجاب , قفزت لمسح السبورة .. بداية مشرقة , ومبهجة للقلب حقاً ..
=)
أنغمست كلياً في شرح الدرس , شعرت بمتعة فائقة في كل شيء , في سؤال الطالبات , في إنتظار ردود أفعالهن وإيجابتهن , في إختياري للطالبة التي ستجيب حين يضج كل الفصل بالمشاركة ..
ضحكت على نفسي في لحظة من لحظات الحصة , كنت فيها قد كتبت مثال وسألت من منكن ستقوم بحله , وكانت غالبية الطالبات في الفصل الذي كان عدد طالباته تقريبا 34 طالبة أو أكثر بقليل يرفعن أيديهن للأجابة , في الحين الذي كان يجب علي أن أختار طالبة لتجيب , كنت أفكر ..
على أي أساس سأختار الآن الطالبة التي ستخرج إلى السبورة للإجابة ؟
ليس أنا فقط , فعادة المعلمات على أي أساس حقاً يخترن الطالبات ؟
فقط هكذا .. من تقع عيني عليها مثلاً ؟
أم من أستشعر بأنها تتوق للإجابة بحماس ؟
أم الطالبة التي لا تدري " عن هوى دارها " وتسرح في أحلام اليقظة .. فأختارها لتعود إلى مجرى الدرس ؟
لا أدري كم أستغرق مني التفكير , لكني تداركت الأمر بسرعة وأخترت إحداهن بدون أي سبب من الأسباب التي ذكرتها .. !
أيضاً من المواقف التي حصلت لي , أنني أثناء الشرح بين حين وحين كنت أقول بعض الكلمات بالفصحة ..
وهو شيء معتاده عليه وأحبه .. فهل هنالك أجمل من لغتنا الأم ؟
المضحك بأن الطالبات لم يعتادوا على ذلك , وفي أثناء شرحي .. وتكرار بعض الكلمات التي أستخدمت فيها لغتي الأم .. قالت إحداهن :
"أستاذة تحسسيني أنك تشرحين لنا أدب ؛) "
لم أجب عليها .. لكني أبتسمت ..
أيضاً من المواقف .. بعد أن شرحت لهم طريقة إيجاد النظير الضربي والمحددة .. أعطيتهم سؤال سرعة
" أي تطبيق " على ما شرحته لهم لأرى مدى إستيعابهم للدرس ..
" وكان هذا بالنسبة لي في أيام المدرسة أثناء حصة الرياضيات أروع شيء , أنتظره بفارغ الصبر , لأكونه الأولى في حل غالبية التطبيقات ؛) "
المهم أن الطالبات بدأنا بالحل , وجائت لي طالبة أنتهت .. نظرت لدفترها لأرى أنهُ يحوي الرقم النهائي فقط .. بدون حل !
وطبعاً السبب أنها قامت بأجراء العمليات الحسابية في ذهنها , وكتبت الأجابة النهائية لتكون الأولى ؛)
وتكرر الموقف مع أكثر من طالبة .. فقلت لهن : يعني أبي أفهم .. تعطوني الدفاتر عشان أصلح رقم فقط , بدون طريقة الحل ؟
مايصير ..
لتجيب إحداهن : أحنا في عصر السرعة يا أستاذة ..
يااا سلام .. يعني أقتنعت .. أجبتها : عصر السرعة بس مو في الرياضيات هذا الكلام .. كتبي في ورقة الإختبار الأجوبة النهائية فقط , وشوفي إذا عصر السرعة راح يفيدك ؛) , طبعاً قلت لها الكلام وأنا رايقة مو معصبة لا تاخذون عني فكرة أني شريرة -- في وحدة أدري بتقول عني شريرة كالعادة P:
وهكذا .. شعرت أني في أثناء الحصة منفردة بعالم يخصني وطالباتي فقط ..
شعرت بمتعة كبيرة , وإبتسامة أرتسمت على محياي طوال الوقت .. أممم .. نعم أحببتهن طالباتي .. وأحببت ما قمت بشرحه , وأحببت كوني أنا من تقوم بتصحيح التطبيق , بعد أن كنت أتوجه حين أنتهائي منه لمن ستقوم بتصحيحه لي , أحببت كون الطالبات مجتمعين حولي بدفاترهن كلن منهن تكاد تُقسم بأنها من أنتهت في حل المسألة أولا ..
كل ماحولي الآن يعيد لي الذكرى .. لكن بشكل عكسي ..
بعد أن كنت أجلس خلف المقاعد .. ها أنا الآن أمامها .
بعد أن كنت أعشق الرياضيات كطالبة .. ها أنا الآن أعشقة كمعلمة ..
صوت الصافرة .. !
نعم أنتهت الحصة .. وكأني لا أريدها أن تنتهي !
لحظاتي أن قلت لكِ أن تعودي .. هل ستسمعي ؟
لا أظنكِ قابلة للنقاش .. بل تقولي في داخلكِ .. يا أنتِ .. معي لا تلعبي .. !
جمعت أقلامي , وأخذت كتابي ..وكانت الأستاذة " أ. ا " قد خرجت قبلي ..
شكرت الطالبات لجمال الحصة بأبتسامة ملأت وجهي .. وشكروني بدورهن لمجهودي ..
وما إن فتحت الباب .. حتى وجدت الأستاذة " ن . ا " أمام الباب واقفة .. !
تعجبت لأمر وقوفها .. سألتها ماذا تفعل , لتجيبني أنها حضرت الحصة لي من وراء الباب !!
" يـا سلام " :
صدمت لذلك .. لكن لا بأس .. كوني لم أعلم بوجودها خلف الباب .. وكونها لم تسمع صوتي أيضاً
" بس شافت خطي على السبورة وقالت لي : سبحان الله تشتركين معاي في نفس الخط -- يعني حلو مثلها ؛) "
عاد فهموها العكس .. ^^
بعد ذلك توجهت للأستاذة " أ . ا " لأسمع تعليقها على الحصة ..
فقالت " شرحك جميل جداً , لكن نسيتي تحطين الدلتا مع كل مثال , لا بأس في ذلك ," كوني لم أنسى تعريفهم بالرمز" , لكن أكثر شيء حبيته أسلوبك المرح مع الطالبات فكونك معاهم مرحه, تحسين نفسيتهم تتقبل الدرس أكثر من لو كنتِ جدَية معاهم .. وهذا شيء جميل فيك .. أيضاً في طالبة عادة ما تشارك معاي , واليوم شاركت معاك وقومتيها بعد .. وهذا حلوو .. وأهم شيء أهم شيء بالنسبة لي أني حسيت كل الطالبات أفهموا الدرس , وهذا أهو المطلوب , فيعطيك العافية "
=)
=)
أممم يعني تتوقعون شنو شعوري ؟
يحتاج أقول .. !
الحمد لله ..
طلب صغيـــررووون من أصدقاء المدونة ..
:)
" في بوست يوميات معلمة " 4 " اللي نزلت في صورة للمدرسة اللي أطبق فيها , هذا الله يسلمكم , طلعوا ناس من الحكومة يراقبون مدونتي وأنا ما أدري =/ .. طبعاً يعرفون نفسهم P: ويمكن يقرون لي الحين .. قالوا لي يوم الأربعاء , تصدقين أن في وحده جريئة مصورة المدرسة أثناء الدوام الرسمي ولا ومنزلتها في مكان الكل يشوفه ههههههه طبعاً تقصدني , بس على أنها تتكلم على وحدة مجهولة
الا وهي الأستاذة " ن. ا " والتي تقول عني أني شريرة دائماً في كل شيء أسويه ="(
فيا أصدقاء مدونتي .. ممكن تردون عليها , وتدافعون عني أشوي .. لأنها راح تتسبب في أنقطاعي عن التدوين من كثر ما تقولي عني شريرة --- صرت الحين صحيح شريرة بسلط عليك الخلق والعالم P:
"أخبروها من أنــا .. ووصوها علي لا أضيع من بين إيديكم "
="(
"عاد ترضون أضيع .. ترضون ؟؟ "
فهي ولابد ستقرأ ما ستكتبون ..
ودمتـــم سالمين .. حتى حيـــن ..
=)
ونسني بوستج وايد وايد وايد
اكثر ممن ماتتصورين
رجعني ايام أول:)
واحب أول انا وايام اول:)
وصراحة...
وبدون زعل...
الشخص اللي يأذيج ترى نقطع عنه الماي والكهربا:)
يعني حسكم عينكم ياجماعه تقربون لمعلمتنا الجميلة...
اللي يرشنا بميّه ...نرشّة بميّة ورد:)
يعني ها ..ديرو بالكم:)
اممم..يصير احضر حصة من حصصج..:)
يامسى الورد اولبوستات الجميلة
امتعتيني بالبوست
وكأني حاظرة الدرس
حبي:*