لا أعلم لمـاذا أشعر بأن الأيام تنطوي بسرعة فائقة .. !
فالساعة تجري وراء الساعة .. واليوم يتبعهُ آخر .. وكأن ذلك كله يستغرق فقط غمضة جفن !
بدأنا بتنظيم المكان , وترتيب الوضع , وتقسيم المقاعد الخاصة بكل صف دراسي , والخاصة للأمهات ..
وترتيب الهدايا .. والتأكد من الصوت .. و و و .. الكثير من الأمور ..
هذه الهدايا التي ستوزع على الطالبات ..
طبعاً هذه بداية صفنا لها , لكن في ما بعد أصبحت أشبه بجبال الهملايا ^^
المهم أننا بذلنا طاقة كبيرة , حتى أنني شعرت بالتعب قبل أن يبدأ الحفل !
بعد صلاة المغرب .. بدأنا ننهي الأمور التي لم تنتهي في عجالة , لأن الحضور سيأتون على الساعة السابعة ..
والحمد لله انتهينا قبل ذلك الوقت ..
دقت الساعة السابعة , وكان الحضور قد بدئوا بالحضور قبل الوقت بقليل .. وهكذا حتى " أنفجر " المكان بالأمهات والطالبات .. من كل حدٍ وصوب ..
قبل أسابيع من الحفل , وصل عدد المتفوقات قرابة 253 طالبة , ولكن وصل في يوم الحفل تقريباً
ما بين الـ 280 و 290 طالبة ..
وطبعاً لكل متفوقة بطاقة دعوة لأمها أو إحدى قريباتها ..
ولكم تخيل عدد الحضور , بالإضافة إلى المعلمات المدعوات من المدارس للمرحلتين المتوسطة والثانوية , وبعض الفتيات المسؤولات عن التنظيم ..
بدأنا مراسم الحفل الساعة الثامنة تقريباً ..
وكنت أنا " ما بين ذهاب وإياب " مرة أتواجد على المسرح لألقي ما كان يجب علي إلقائه , ومرة أخرى في الطابق العلوي , لأبين لمجموعة الطالبات اللآتي دربتهن معي لأنشودة التفوق متى يجب عليهن النزول .. وما إن أقترب موعدها , حتى بدوا الطالبات في حالة توتر , إحداهن تمسك بيدي لتترجاني أن أعيد قول إحدى مقاطع الأنشودة باللحن المطلوب , لقولها أنها قد نسيته , وأخرى تريد أن أخبرها متى ينزلن بالضبط , وأنا لتوترهن , توترت أيضاً , فكان لزاماً علي أن أنزل لألقي بكلمة قبل بدأ الأنشودة ..
أجبتهن عن تساؤلاتهن , ونزلت وشعور داخلي بأن صوتي قد " اختفى " !
.. صعدت على المسرح .. وبدأت بقول كلمتي , والتي كتبتها لتكون مقدمة " لـروح " :
روح , وأرواح تحيطنا في الحياة من كل جانب ..
حين الألم , حين البكاء , حين السعادة والفرح ..
نجول بأعيننا باحثين عنهم .. عن تلك " الأرواح " التي نعلم بأنها فقط من سنخبرها
عن ما بدواخلنا ..
فكانت "روح" .. عنواناً لما ستستمعون لهُ الآن ..
وبالرغم من أن من كتبها ليس بشاعر , ولم يُجد حين كتابتها ضبط الأوزان ..
ووجد بعض الصعوبة في انتقاء بعض الكلمات , وضبط الألحان ..
لكنهُ كتبها بكلماتٍ صادقة متمنياً أن تصل لشغاف قلوبكن , كتبها حين رحل بفكره لماضي قد عاشه من قبل , فتجسَدت في داخله صورة كأنها بالأمس القريب , لأرواح تستحق الكثير ليكتب لها .. لأرواحٍ تستحق الشكر والثناء , لأرواح تبقى الكلمات دائماً وأبداً قاصرة أمامهم ..
هاهنا اخترت بعضاً من تلك الأرواح التي كانت سبباً في تفوق هؤلاء الطالبات اللآتي يقفن أمامكن ..
ولا تزال .. ولن تزال هنالك أرواح أخرى غير ما ذكرت في كلماتٍ بسيطة ..
أرواح تخاطبنا .. تسمع لنا .. تعلمنا .. تشجعنا .. تعاتبنا .. تطمئننا .. تعانقنا ..
أرواحٌ تعلم بأنها سببٌ لما نحن فيه الآن .. وأرواح أخرى لا تعلم .. !
فشكراً ممتدة عبر الأثير لكل روحٍ كانت سبباً لما نالوه طالباتنا لهذه الليلة .. من تفوقٍ ونجاح ..
شكراً ألف شكر .. لكل روح ..
.............
.. وبعد ذلك بدأت أنا والطالبات بإلقاء الأنشودة على مسامع الجميع , وكانت الكلمات :
روحٌ تُخــاطِبني .. روحٌ تسمعُ لي ..
روحٌ تعلــــَمني .. روحٌ تٌشجَعنـي ..
روحٌ .. تُعاتِبُني .. تطمئِنُني .. تُعانِقُني ..
وها هُنـا في محفلٍ ضمَ من نال النجاح ..
كُل أرواحِ الأحبَةِ جمعـً قـد أتت .. من حولِنا يوماً أبداً مـا اختفت ..
رُوحـي أنا اليــوم قطـعاً قـد غدت .. فوق هاماتِ السَحابِ طيراً حلَقت ..
وبـذورُ بُستانيــا اليــوم أزهرت .. وريحهُ عطَرت الجـميع وأسعدت ..
وبدت رُوحي سعيدة .. وبدت رُوحي سعيدة ..
فلا تزال .. فلا تزال .. فلا تزال ها هنا .
روحٌ تُخــاطِبني .. روحٌ تسمعُ لي ..
روحٌ تعلــــَمني .. روحٌ تٌشجَعنـي ..
روحٌ .. تُعاتِبُني .. تطمئِنُني .. تُعانِقُني ..
* * * * * * * * *
أُماهُ رُوحُكِ حين خوفي كما الجناح ..
أنتِ دفئــي إذ لفَني بــردُ الشَتاء .. أنتِ لأجلكِ أرتقي حتَى السماء ..
كنتِ إذا ما غبتُ وقد طال المساء .. لم آتي أجلسُ بينكم وقت العَشاء ..
تتألمين لعلمكِ أنهُ ضـاق الهـواء .. وتزاحمت الدَروسُ والوقتُ سواء ..
لا تخافي يا حبيبة .. لا تخافي يا حبيبة ..
فلا تزال .. فلا تزال .. فلا تزال ها هنا ..
روحٌ تُخــاطِبني .. روحٌ تسمعُ لي ..
روحٌ تعلــــَمني .. روحٌ تٌشجَعنـي ..
روحٌ .. تُعاتِبُني .. تطمئِنُني .. تُعانِقُني ..
* * * * * * * * * *
معلمتي منكِ عرفتُ ما معنى الكفاح ..
كُنتِ إذا قصَرنا دومـاً تحزنين .. تسعين كي نلقى النجاح لا تيأسين ..
فتطلَعت أبصارنا ما ستنسجين ؟ حينما عملٌ جميلٌ لأجلنا تتسلَمين ..
أوصمتي لجـمالِ روحكِ تقبلين ؟ روحكِ ,أخبرينا أي روحٍ تحملين !
فلكِ أفـضالٌ كثيرة .. فلكِ أفـضالٌ كثيرة ..
ولا تزال .. ولا تزال .. ولا تزال هاهنا ..
روحٌ تُخــاطِبني .. روحٌ تسمعُ لي ..
روحٌ تعلــــَمني .. روحٌ تٌشجَعنـي ..
روحٌ .. تُعاتِبُني .. تطمئِنُني .. تُعانِقُني ..
* * * * * * * * *
رباهُ روحي حائرةٌ حملتها الرياح ..
فأنت يــا ربُ حـافِظهُــا ومالِكهُـــا .. وأنت أنت من الأهــواء تحرِسُهـا ..
وأنت حين سعادتي روحي تشرحُها .. وبالإيمــان والرضــوان تغمِرُهــا ..
كلماتُ الشَكرِ ربَي أيَ أرضٍ تحمِلُها ؟عذراً إلهي كلماتي لسـتُ أُدركُها ..
وأنت أعلمُ بالحقيقة .. أنت أعلم بالحقيقة ..
ولا تزال .. ولا تزال .. ولــن تزال هاهنا ..
روحٌ تُخــاطِبني .. روحٌ تسمعُ لي ..
روحٌ تعلــــَمني .. روحٌ تٌشجَعنـي ..
روحٌ .. تُعاتِبُني .. تطمئِنُني .. تُعانِقُني ..
* * * * * * * * * *
حين انتهينا , صفق الحضور لنــا .. تمنيت أن تكون قد نالت على استحسانهم حقاً ..
والأهم أن يكونوا قد استشعروا بمعاني الكلمات ..
وسعدت كثيراً حقاً , حينما أخبرتني صديقتي , أن العزيزة فاطمة عبد المحسن كانت تراقب ردود فعل الحضور أثناء أداء الأنشودة , وقالت أننا حينما وصلنا للمقطع الذي يتحدث عن الأم , رأت بعض الأمهات يمسحن دموعهن ..
وهنـا فقط حمدت الله .. فقد نلت مبتغاي حقاً من كتابتي وتلحيني لهذه الأنشودة , يكفيني أن تصل المشاعر المنبعثة من الكلمات بصدق لقلوب الجميع , لأتلقى الشكر منهن حقاً ..
هل هنالك أجمل من كون ما نكتبه يحرَك قلوب من حولنا .. ؟
=") .. لا أعتقد ..
.. وهكذا بعد الأنشودة , بدأ تكريم المتفوقات , وتخلل التكريم وقفات لبعض المسابقات للطالبات والأمهات , ومن ثم أكملنا التكريم .. حتى الساعة العاشرة تقريباً .. وحينها انتهينا ..
وشيء جميل آخر بالنسبة لي قد حدث في تلك الليلة , فقد التقيت بمعلمة عزيزة جداً جداً على قلبي , لم أرها ما يقارب الخمس سنوات .. فقد سعدت حقاً لرؤيتها .. شكراً لقدومكِ =)
وهكذا انتهى الحفل .. تاركاً لي آلام في قدماي , وظهري , وصداعاً في رأسي , ورغبة في التغيب عن المدرسة في اليوم التالي ="(
عدت إلى المنزل , وأنا شبه منهارة , كل شيء فيني في حالة وجع .. أنادي بصوت لا يسمعه سواي
" أين أنت أيها السرير "
لألقي بجسدي المرهق فوقه وأنام حتى يومِ آخر ..
.. ولأني لم أفتح عيناي في تلك الليلة ولا لمرة واحدة , شعرت أن الصباح قد أتى سريعاً .. !
يـآآآه .. لا أريد الذهاب إلى المدرسة ="(
وكأني طفلة تدَعي المرض , حينما أيقظتها أمها للذهاب إلى المدرسة , الفرق فقط .. أني مريضة حقاً ..
أريد أن أكمل النوم .. فهل من سبيل ؟
بقيت هكذا حتى الساعة السادسة ..
قمت أجرُ أقدامي التي تود أن تبقى ممددة .. لكن ما لحيلة , فأنا " والله " مرغمة ..
بدأت أتجهز للذهاب , ثم رأيت الساعة , لأراها تشير إلى الساعة 40 : 6 صباحا
@ :
" يــاا ويلي "
لم يبقى شيء ويرن جرس المدرسة ..
أسرعت خطواتي , لتتصل صديقتي والتي حسبت أنها ذهبت عني , لكنها هي الأخرى تعاني مثلي ..
ذهبت لها , وتوجهنا للمدرسة , بأعين شبه مغمضة .. والحمد لله لم يرن الجرس بعد ..
حين ذهبنا , رأينا بعض المعلمات اللآتي قد أتينا يوم الحفل معنا , لنراهم بأنهم بمثل حالنا , النعاس غالب عليهن ..
لأخبرهم " هذا وأنتوا جيتوا المغرب , شلون أحنا من العصر رايحين " =/
المهم أني لم آخذ درس , لأني كنت أعلم بأني سوف أعاني من تعب شديد ..
انتهت الحصة الأولى لتأتي لنا " التي لا أعرف أسمها للآن " المهم أني أعلم بأني إذا رأيتها فهذا يعني أنها ستطلب طلب من طلباتها التي لا تنتهي ..
وحقاً " وظني لا يخيب "
طبعاً غير أنها أعطتنا من قبل الحصة الأولى حصص الإنتظار , جاءت لتخبرنا أن المديرة ترقب بمعرفة عدد الكراسي والطاولات الموجودة في المدرسة في كل مكان .. الصالح منها والتالف , ليستبدلوا التالف بصالح غيره ..
" أنزين وبعدين "
فلذلك أريد من مجموعة منكن أن تقوم بعدها في كل الفصول , وفي الساحة الخارجية .. ونريد أن يكون العد دقيق جداً ..
" يا حبيبي "
وأيضاَ مجموعة أخرى تتولى عدَ الأدوات الموجودة في غرفة التدبير المنزلي ..
= /
من ملاعق وصحون , وقدور , ووو .. الخ ..
" حسيت أن ما عندها سالفة @ : "
أمرنا لله ..
توليت أنا وصديقتي وأخرى عدَ الكراسي والطاولات ..
" ترى من جدي ما أنكت p؛ "
وأثناء توجهنا للعد .. قلت مازحة لهن
" ما يبون نعد لهم كم بلاطة موجودة في المدرسة ؛) "
لن أستغرب أن طلبوا منا ذلك حقاً , في الأيام القادمة ..
رغم أني كنت متعبة في اليوم الذي قبله , إلا أنني استمتعت يوم الأربعاء أيضاً ..
= = بس لو أنهم ما خلونا نعد كراسيهم وطاولاتهم =/
في الحصص الأخيرة , أتوا إلى مجموعة الطالبات اللآتي قلنا الأنشودة معي , يسألونني عن حالي ,
وعن رأي من حولي بالأنشودة , لأخبرهم أني صدقاً لم أسأل , فلم يكن أمامي وقت لمعرفة ذلك , وأخبرتني أخرى أنها ستشتاق لي , سألتها " ليش بتنقلين من المدرسة =) "
لكني كنت أعرف ما تعني , فهي من قسم أدبي , وقد اعتادت رؤيتي في أيام التدريب والتحدث معي , والآن انتهى كل ذلك ..
وأخريات يسألنني , هل تعرفين أستاذة أسمي .. وهنا تكمن مشكلتي , فأنا لا أحفظ الأسماء جيداً ,
لكن الطالبات اللآتي يتحدثن معي , وتحدث بيني وبينهم مواقف , أستطيع أن أحفظ أسمائهن ..
" قالت لي إحدى المعلمات حينما أخبرتها بهذه المشكلة : لكي لا تلوموننا إن نسيننا أسمائكن = "
أممم ..
" الله يلوم اللي يلومكم " ..
وفي نهاية يومي , حينما توجهت لأوقع للخروج
رأيت الزميلة " ن . ا " قبل دخولي للتوقيع ..
لتخبرني بحكاية , قائلة : اليوم قبل خروجي من المدرسة الحصة الثانية " حيث أنها ستذهب مع مجموعة من الطالبات لأولمبياد الرياضيات " أعطيتُ أستاذة " هـ . أ " علبة كاكاو و وريحان , وأخبرتها أن توزعه على المعلمات وعلينا نحن " طالبات التطبيق " وحين عادت أخبرتها عمتها العزيزة , وهي نفسها أستاذة " هـ . أ " أنها قامت بتوزيعه على المعلمات وقالت شيء نسيته , لكنها قالت بأنها أخبرت جميع المعلمات أن الكاكاو والريحان مني أنا " فاطمة " !!! "
طبعاً هي تقول أنها أنصدمت !! لأنه كان منها ..
ولكن الأستاذة " هـ . ا " فهمت الامر بشكل خاطىء !
هههههه وطبعاً أنا " أستانست " وسألتها : يعني رجعتي وقلتي للمعلمات أن منك ؟
لكنها قالت بأنها لم تخبرهم ..
ياا سلام ... والله أنك طيبة ؛)
لتجيب : والله شسوي , ناس عليهم حظوووظ " يعني أنا "
p=
وهكذا .. لقيت الشكر من قبل الجميع , من جيب غيري
؛)
لكني لا أعلم كيف سمعت أستاذة " هـ . ا " أسمي .. ؟!
وبهذه الحكـاية التي أضحكتني حقاً .. ختمت أربعائي .. بسعادة ..
=)
أدري طولت عليكم ..
...........
" حتى حين "
أرق تحايا للجميع ..
=)
ماشالله ماشالله
شي حلو
ومجهود رائع
بالتوفيق