الراحلون إلى " الغربة "
العابرون براري وبحار وسهول وتلال وقارات ..
الماضون إلى المجهول , رغم علمهم إلى أين هم متجهون ..
يرحلون بقلوبنــا .. حاملين على أكتافهم بقايا دموعنا التي سكبناها على أكتافهم حين احتضانهم ووداعهم ..
ليتحسسوها بين حين وحين , ويستشعروا بدفء تلك الدموع ودفء أصحابها ..
ويتذكروا من أحتضنهم قبل رحيلهم .. فيبكون سراً حتى لا يرى الآخرون دموعهم ..
يشدوا العزم , ويشدوا أمتعتهم .. ويمشون بخطوات سريعة " خوفاً " من أن تبقيهم دموع من هم خلفهم ..
خوفاً من أن لا تحتمل قلوبهم , فيرمون بمستقبلهم فوق السحاب .. ويبقون كي لا نبكي ..
لمـا يا وطني تدعهم يرحلون .. ؟
لما لا نجلب الأسباب التي جعلتهم يرحلون إلى بلاد الغرب .. ؟
أحبك يا وطني .. لكن في مثل هذه اللحظات التي يرحل فيها أخوتي وأحبتي وأهلي بعيداً عني ..
بعيداً عن ناظري ..
أحمل في قلبي عليك كماً من الأشياء التي لا تود سماعها ..
....
قبل دقائق .. أتاني أخي في داري ليودعني ..
ربـاه .. أنت أعلم منَي بقلب قد أودعتني أياه في جوفي ..
أنت تعلم ضعفه في مثل هذه اللحظات .. أنت تعلم بأن لا طاقة لي على الوداع ..
.. تمد يدك يا أخي لي مودعاً .. وأمد يداي لاحتضانك باكية ً..
أنا الكبيرة .. وأنت الصغير ..
وبالرغم من ذلك , كنت ترجوني أن لا أبكي , لكي لا تبكي .. خوفاً من أن تؤلم قلب أمي ..
كيف أبقي الدموع في داخلي ؟
كيف أعبر عن الألم .. الحزن .. الخوف .. الوداع .. وكل شيء إن لم أبكي ...
ويح قلبي .. إن كنت أخي .. وقطَعت قلبي .. وأجريت دمعي ..
كيف لأمي أن تصبر .. وأنت جزءٌ لا يتجزأ منها ..
وقد كنت كثيراً ما أبكي في صغري , كونها تصدقك وتكون في صفك دائماً ..
كنت كثيرة الشجار معك , كونك قد ولدت بعدي , وسلبت الدلال منَي ..
الآن يا أخي قد اختارتك الغربة لتكون من أبناءها ..
اختارتك .. فذهبت تاركاً دموعنا .. وقلوبنا ..
ليظهر الحب كله فوق سطح قلوبنا , بعد أن كان مغموراً في القلب
" الغربة أحد الأمور لمعرفة ذلك "
فكن أهل الثقة .. وعد لنـا براية النجاح , محقق آمالك .. وآمالنا ..
عد لنـا أخي .. وإن طالت المدَة ..
وهاهي دارٌ أخرى في بيتنا تغلق .. الدار الخامسة ..
والأخ الثاني الذي تسلبه الغربة ..
ونحن الباقون هنا .. نودع .. ونستقبل ..
في كل عام ..
.. ولا تخفُ آلامي .. إلا بخطي بعض السطور هاهنا ..
فإني أراها المتنفس الوحيد الذي يستطيع حمل كماً من مشاعري .. وترجمتها بالكلمات ..
في أمان الله أخي .. في أمان الله ..
استوقفتني تدوينتك هذه لأني ارى فيها الكثير من مايشبهني..
اقف في موقف أخيك ...
واستعد للغربه انا واخي الأصغر سناً
لا أعرف كيف ستمر السنين دون اهلي ..
دون صحبي,,
وانا الآن قبل الرحيل..
انتظر دمع احدهم كي يوقفني ..
انتظر من هم خلفي كي اتوقف...
صدقيني أشعر بما تشعرين..
ولكنها الحياه...
اتمنى ان نعود من بلاد الغرب مكللين بالنجاح ..