فلسطين يا فلسطين ..
يا أرض الزيتون والتين ..
يامن لها يشتاق السلام .. وتحن حمامات القدس فيها لركن أمين ..
ياقدس قولي ..
هل أصبحتي اليوم حكاية قديمة ؟
هل جرك تيَار الحداثة للمـاضي ؟
هل عجز أن يحكم بحريتك .. كل قاضي ؟
هل تجاذبتك الأيدي من كل جانب .. حتى أمسيتي " من بعد شجارهم " وحيدة ؟
إن نسوك شعوب العالم .. والعرب .. هل تعدين تلك مصيبة .. ؟
ماذا إن تذكروك .. وأبدوا حزنهم لما يجري على أراضيك .. كتبوا الأشعار .. وألفوا القصص الحزينة ..
ماذا إن كثرت على " قنواتهم " نقل آلاف الصور .. !
مهما التقطتها عدساتهم .. وصولهم إلى الحقيقة مقتصر .. !
فلسطين ..
رغم أني لست منكِ , ولم أستنشق هواءك .. ولم تطأ قدماي أرضكِ .. ولم أحزن كما حزن أبناءكِ ..
ولم أحمل الحجارة بين يدي .. دفاعاً عنكِ ..
إلا أنني بالأمس .. شعرت بقليلٍ من الحنين ..
أخبرت نفسي أنني لم أسمع منذُ زمن عنك الأحاديث .. !
أتراها أرض فلسطين لازالت في خريطة العالم موجودة ؟
ألا يزال هنالك من يسعى لأن تحرر .. ؟
" عذراً يا فلسطين "
فأنا لست إلا مـــن العرب ..
فلا غرابة ولا عجب ..
أنني حينما أتألم لما يجري على أرضك .. إلى قلمي وأوراقي حتماً سأقترب ..
أجمع من جراحات الصور بعضها ..
وعلى صفحتي ها هنا .. أصِفُها وأعرضها ..
" عذراً أهل فلسطين "
لأنكم تبكون .. وتلتقط الصور لكم .. ونأتي " نحن " لنصف شعورنا لما نرى ..
نصِفُها بأحرف قاصرة .. أعلم , فحزنكم أعمق من أن يوصف بالكلام ..
أعمق من أن نقول " مساكين " والسلام ..
حــزنكم .. بلون الدماء ..
كيف يا رب السماء .. !!
تنطق الأم ولا تدري ما ذاك الشعور .. !!
أبنها بين يديها .. غارق بدماء كالبحور ..
حينها .. بين يديه ما تقول .. ؟
ياصغيري " يا شهيد " عد إلى رب كريم ..
ذق بين يديه جنات النعيم ..
أمهُ الثكلى تبكي ..
أمه المحزونة تشكي ..
قتلهُ بين يديها .. سلبهُ حق الطفولة .. سلبهُ حق السلام ..
هلآ رفعت هامتك .. ؟
هلآ أريتني الوجه المضيء .. ؟
هلآ شكوت لي من بعد الإله حاجتك ؟
هل يشكو قلبك الآلام .. ؟ هل تمسي في كل يوم عليل ؟
يا صغيري ما بالك لا تجيب .. ؟
صوتك هل تلاشى من كثر النحيب ؟
هل تلاشى من كثر الصراخ في حين فقدك للحبيب ؟
أتلك أختك يا صغيري التي ..
رفعوها ليُشهِدوا ملائكة السمــاء ؟
لتحمل نسمات العليل معها من قطرات الدماء ؟
أتلك أختك التي بين اليدين كفَنت برداء الشهداء ؟
أتلك أختك التي لا زال قلبها مبطَنٌ بالنقاء ؟
أرصاصةٌ كانت .. أم انفجار .. أم حريق .. أم طعنة ..
أم سهمٌ في المنحر ..قد أصابوها أهل الوباء ؟
" أشكوت للإله في سجودك عما فعلوه بها ؟ "
أأخاك ذاك الذي رفع اليدين .. ؟
أي مغزى أراد مما فعل ؟
أيسمع العالم بأن روحهُ فداءٌ للوطن ..
أنه لا يخافُ دباباتهم ولا سلاحهم .. أنه لا يخاف من أهل الوهن ..
أأخاك ذاك حافي القدمين .. ؟
وهل يحتاج الشهيد أن يحمي قدماهُ من أرضٍ ... هو صاحبها .. ؟
أتراها تؤذيه .. وقد قدم روحهُ .. وجسدهُ .. فداء لها .. ؟
أأباك ذاك الذي يبكي صغاره .. ؟
قد أفجعوه .. قد ذبحوه .. قد طعنوه ألف مرةٍ لما جرى ..
" ويل قلبي .. كيف لا يبكي .. وقد والله قلبي أنا ذا قد أدمى !! "
ما ذنب براءة الطفولة ؟
أيعدون ما فعلوه .. مسمى من مسميات الرجولة ؟
هل أعطوهم من بعد قتل الصغار كأس البطولة ؟
يا لقبحهم .. وذلهم .. أهل الكفر .. وحطب جهنم ..
صبر اللهم قلبه .. صبر اللهم فقده .. خفف بنفحات الإيمان همه ..
" هل سجدت يا صغيري طالباً من الله صبراً ؟ "
هل هؤلاء أصدقاءك ؟
منذُ متى لم يأكلوا .. ؟
هل مر يومٌ .. أم يومان .. أسبوع أم أسبوعان .. ؟
أيديهم إلى حامل الخبز ممدوه ..
يشكون الجوع , وفوقه شدَة البرودة ..
في الشتاء دفئهم .. حرارة الحجر بين اليدين ..
وفي الصيف بردهم .. حينما ترحل للسماء أرواح الشهداء ..
فكأنما أبواب الجنان تفتح .. لتبث نسيمها لأهل الأرض ..
" يا صغيري .. هل سجدت للإله طالباً كسرة خبزٍ تسد جوعهم ؟ "
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلمت أناملك على ما خطته من كلمات براقة...
فلسطين يا وطني الغالي.. لقد ولدت أحراراً وأبطالاً لن يتخلوا عنها مهما طال الزمن واشتدت الصعاب
مودتي ^_^