بالرغم من أن الهواء من كل صوب يحيط بي ..
أختنق ...
بالرغم أن القلب .. لا زال ينبض ..
.. وبالرغم أن الحيـاة لازالت مستمرة , إلا أنني في هذه اللحظـة أشعر بـأني أفتقد لذلك المعنى لها ..
أي أنني - أشعر بالموت - فلا أحيا .. !!
اليــوم .. بكيت .. ولازالت دموعي بين الحين والآخر تنهمر ..
" هل من المخجل أن أبكي , وأخط أني بكيت هاهنا ؟ "
شعور بالوحدة اليــوم خنقني , أحتــاج لأختاي البعيدتان عني ..
بكيت بعدهما .. وعدم قدرتي حين حاجتي لهما أن أصل لهمـا ..
ولأني أكتم مشاعري , أختنق أكثر وأكثر ..
لا أدري لما لا أحب أن أشكي حزني , أو وحدتي أو حتى شوقي لأحد .. !!
لا أحب أن يطلع أياً كان لمحتوى تلك " المضغة " التي في داخلي ..
وإن فتحتها لهم , يبقى جزء منها مغلق .. لا يفتح أبداً ..
.. ما يؤلمني اليوم ..
بأن أمي ستنام مع أختي الصغيرة " شهد " في المستشفى ..
بسبب مرضها ..
لم أعتاد أن أبقى في بيتنا " وأمي ليست فيه "
لم أعتاد على فقد مشاغبة أختي .. وعنادها ..
لا أريد أن أستيغض غداً صباحاً .. لأني لن أرى سوى ..
" اللا أحد "
.
.
.
لمن لا يعرفني , فرغم بأني فتاة في العشرين من عمرها ..
إلا أنني من الصعب جداً .. أن أنطق بمشاعري لمن أحب ..
تلك الكلمات التي أرى بأن الفتيات من حولي يتداولنها في ما بينهم بشكل أعتيادي جداً ..
من الصعب بالنسبة لي قولها .. وحتى خطها أيضاً ..
لكـــن ..
في هذه اللحظــة .. أريد أن أقول ...
" أحبكِ أمي "
.. فلا قيمة لبيتنا الواسع كله وأنتِ لستِ فيه ..
فقد ضاقت الأركان كلها بي .. ويخنقني هواء دارنا الذي لا تتنفس - قبل تنفسي - منه أمي ..
" أحبكِ أختي شهد "
بالرغم من أني أغضب منكِ كثيراً حينما تبدأ مشاغباتك التي لاتنتهي ..
إلا أنكِ وكما قال أبي .. " شمعة بيتنا " .. وآخر العنقود ..
والأخت الوحيدة التي لازالت بقربي ..
عــودي حبيبتي شهد .. سالمة سريعاً ..
فأنا حقاً أبكي فقدكِ ..
.. أدعوا لهـا بالشفاء ..
غريب حين يكون البوح بالمشاعر أمر صعب .. حتى لمن يجيد التعبير ..!
***
الشعور بالوحدة من أقسى العقوبات التي يفرضها شخص ما على نفسه ..
***
تحتاجين لأخذ نفس عميق كل عدة دقائق .. ربما يذهب شعور الاختناق هذا ..
***
كلمات مؤثرة أختي ..
أسأل الله أن يلطف بأختك ويمن عليها بالشفاء العاجل