اليــوم عـأد أبــي .. بعد أن غاب بالأمس ..
لشعوره بالتعب .. فبقيه في المستشفى لأجراء بعض الفحوصــآت .. وللأطمئنان أكثر ..
لكن الحمد لله .. عاد بالسلامة ..
........
في غيــآبه .. ماظنكم حال الدار .. !!
دارنــــا ..
لانور ولا ريح للأمان فيــها
دارنــــا ..
لا عمد ولاسقف فيها يغطينا ..
دارنــــا ..
بلا أبي لا أظنها تحوينا ..
لطالما ياوالدي كنت حينما أشعر بالمرض .. أو الألم .. أبتسم ..
لأني كنت أعلم بأني في تلك اللحظـآت سأتجه إليك , سأبدي تعبي وألمي لك أكثر مما أشعر..
لأنك دائماً ما كنت تفيض بعطفك أكثر كلما شعرنا بالمرض
وربما .. تتألم أكثر مما نتألم , وتذهب لتعصر لي بيديك الطاهرتين
عصير البرتقال .. وإن كان لا يُشفي سريعاً ,,
لكن شعوري بأنك من صنعه .. يشفيني حقاً ..
ويقول بدفء لي .. بكلماتٍ تخرج من قلبه إلى صميم روحي
( شربي يبــه العصيـر كله )
آآهٍ .. كيف يُردَ المعروف .. ؟
فأنا لا أملك شيئاً أعطيك أياه .. لا أملك نصف العطف الذي تعطف به علينا ..
أشتاق أن أُجــرح بالسكين .. فأخبرك وتضمَد جراحي بنفسك ..
أشتاق أن ترتفع حرارتي وتراني مستلقية من المرض .. فتأتي وتضع يديك على جبيني
لتلتمس مدى أرتفاعهـا ..
أشتاق أن أعود صغيرةً .. وأمسك بيدي أصبعك بقوة ..
لأعبر الطريق المليئ بالسيارات ..
أشتاق لذلك .. ولكني أبتسم :)
فقد عشت ذلك كلَهُ في حيــنٍ من الزمن ..
في صغري .. وطفولتي كلها ..
فأنا أكثــر أبنةٍ لك .. أصطحبتها إلى المستشفى ..
ورغم كثرة أصطحابك لي .. وبعد عودتك من العمل مباشرة
ثلاث مرات في الأسبوع أحياناً ..
إلا أنـــي ولا لمــرة واحدة فقط .. سمعتك تتضجر منَي ..
ولامــرة واحدة فقط .. تكلَمت معي في ذلك الحين بعصبية ..
ولامـــرة .. أخبرت أمي بأنك تعبت من أصحابي للمستشفى ..
ولامــرة واحدة فقط .. قلت بأنك لن تصطحبني لتعبك ..
فكان ما يهمك أن تداوي ألمي .. وتنسى بأزالتك ألمي .. تعبك ..
بل على العكس .. في الآونه الأخيرة .. كنت أنا من أرفض الذهاب ..
لمللي من المستشفى .. فقد أعتدت أرتفاع درجة حرارتي في ذلك الحين
أعتدت السعال الشديد .. أعتدت المرض على كل حال ..
شكـراً والدي .. لا تفي بحقَك .. لكني أريد أن أسطرها هنــا ..
شكراً لك .. لكل ما كنت تفعله .. وما تفعله الآن ..
شكراً لأنك عدت سالماًَ إلى دارك اليــوم ..
شكراً من القلــب ...
.. لأنك أبي ..
الحمد لله ع سلامة الوالد العزيز
والله يحفظه لكم , ويدوم خيمة تظللكم