بالأمس عصراً .. يوم الجمعة .. الساعه 4 مساءاً ..
بدئنا نودع أختــي .. والتي سترحل عنــا إلى بلادٍ بعيدة ..
سترحل ليلاً .. لتصل نهاراً ..
لبلادٍ يتعاكس ليلها مع نهارنا .. نهارها مع ليلنا ..
... منذُ متى أختي بدت أزماننا مختلفة ؟!
منذُ متى ... أصحو في مكانٍ .. وتنامين في مكانٍ آخر .. في الوقت ذاته .. !
ألم نكن نصحو معاً .. ونغفو معاً .. ؟
...........
حديثي في ذلك عن أختي يطول .. وأظنها في هذه الأيام أصبحت ..
( بطلة مدونتي )
أمممم .. لا بأس , فهي بنظري تستحق ذلك ..
.. سأعود لعنوان تدوينتي هذه ..
صدقاً .. كيف أفتح الرسالة ..!!
فقبل رحيل أختي قامت بأعطائنا جميعاً ظروف رسالة خطت لنا في داخلها ما أستحكم مشاعرها ..
.. أعطتني ظرفاً لي , وقد كنت مغمضة عينيَ .. وقد طال إغماضي لهما ..
لأني أعلم بأني مجرد فتحي لهما سأسكب الدمع مدراراً ..
وسيعود بي الزمن حين أنظر لها - أي أختي - أحقاباً ..
جلسنا جميعاً .. بعد أن وزعت علينا تلك الظروف .. وكان الصمت في تلك اللحظات مطبق على المكان
وأنا ....
لازلت مغمضة عيناي , وكانت في داخلي غآية .. أو ربما بمعنى أصح ( أمنية ) .. وهي :
أن أفتح عيناي .. وأرى أن ما أظنهُ وآقع - أي رحيلها - .. مجرد حلم .. !!
.. لكن الأمنيات لاتحقق .. إلا في قصة .. ( علاء الدين )
وليتهُ ومصباحهُ كانا في تلك اللحظة حاظرين معي ..
أعلم بأني أبدوا خيالية بعض الشيء .. لكن في مثل تلك اللحظات .. لحظات الوداع ..
تتمنى المستحيل .. وتكتب وتقول المستحيل .. من أجل أن يتحقق لك المستحيل .. !
... بكيت وبكيت وبكيت ..
وأشد ما أبكاني .. لحظة ودآع أمي لأختي ..
لله درك ..
فما أقسى أن تودع الأم قطعة منها .. جزءاً لا يتجزئ من روحها ..
وأنا كذلك .. جزءٌ من تلك القطعة .. أي أنني جزءٌ من أختي ..
.
.
حين غادرت أختي دارنا ..
جلست في مكان وأغمضت عيناي .. كانت أختي وأبنت أختي وأبنت أخي - رغم صغر سنهم - يبكون بشده تؤلم القلب ..
طال البكاء .. وطال .. حتى نفذت طاقتهم وصمتوا ..
لكني لم أزل منذُ خروجها مغمضة عيناي .. لا أريد أن افتحهما .. فأرى مكانها خالٍ ..
لا أريد أن أفتحهما .. فأرضخ للأمر الواقع بأنها رحلت ..
لا أريد أن أفتحهما .. فتزيد مدامعي ..
مغمضة عيناي .. ولازال الدمع يسري بين وجنتيَ ..
مغمضة عيناي .. لأبتعد عن الواقع ..
ولكني ..
رحلت بأغماضي لهما إلى الماضي ..
إلى ما كنا عليه قبل معاً ..
إلى كل شيء .. كل شيء .. كل شيء ..
...
رحلت أختي .. وتركت لي ظرفاً يحوي رسالة قد خطَت في داخلها بعضاً من مشاعرها ..
لكني أعجز عن فتحها .. !
بل لا أريد ذلك .. ولم أفكر حتى بفتحها الآن ..
عيناي متعبتان ..رأسي مثقلٌ بتذكر الماضي معها ..
أخشى أن أعود للبكاء مرة أخرى حين قراءتها
فكل شيءٍ في داخلي يصرخ .. ويستغيث .. وينادي :
رحمااك ربي ..
فكل ما أنا فيه الآن .. بسبب سفرٍ سيقضي أن تبتعد عني أختي فترة من الزمن لا تطاق ولكنها تنتهي
.. في يومٍ أعلمه .. ولي في ذلك القدرة على توديعها قبل سفرها .. وإحتضانها ..
ولكن ..
ماحال أولئك الذين فقدوا أرواحاً أحبوها .. عاشوا معها .. غضوا سنين العمر برفقتها ..
وفي يوم لم يعلموه .. رحلت تلك الروح التي أحبوها ..
ولم تكن لهم القدرة على وداعها .. وإحتضانها .. وأخبارها بمدى حبهم لها ..
... في قمة حزني .. وعمق دمعي .. وحدَة آهي ..
أبتسم .. وأحمد الله كثيراً ..
بأن جعلني في هذآ الموقف ..
موقف الفراق ..
إلى لقاءٍ يشاءه الرحمن ..
بأذن الله قريب ..
الله يرجعها لكم بالسلاامة ياارب
صج فراق الغالين شي صعب
بس دام فيه موعد لقاء .. الوداع يهون : )
.
.
قولي بسم الله وفتحي الرسالة
راح تبجين صح
بس راح ترتاحين : )