حينما أكون موجودة فيه ..
وبالرغم من أنني كنت أنتمي لذلك المكان ..
بالرغم أنه كان يوما ما يعني لي الكثير ..
بالرغم من أن كل زاوية كانت تشهد بأني قد مررت بها ..
أركانه .. جديدها وقديمها .. عرفتني ..
حبات الرمال التي وطأتها قدماي ..
أسواره .. وأبوابه التي أحتضنتها يداي ..
وحتى ذلك الحائط .. قد التمس حرارة جسدي ..
عندما كنت أستند عليه .. باكية كنت .. أم سعيدة ..
.. في زمن مضى ..
كنت أراهن الجميع بأني لن أشعر بغربة ذلك المكان حينما أرحل عنه ..
لن أشعر بغربته .. حينما أعود له زائرة ..
ومضت السنون .. ورحلت .. وعدت ..
ولكـــن ..
شعرت حقاً بتلك الغربة التي أحتوت روحي ..
شعرت بمرارتها .. وقسوتها .. علي ..
لم أكن أظن بأن ذلك اليوم سوف يأتي .. لكنه أتى ..
أتى .. رغماً عني ..
.. أتسائل كثيرا ؟!
مالسبب الذي يجعل أرواحنا حينما تغيب عن مكان كنــا نحبه
حباً يخترق صميم القلب ..
تخافه .. ولا تود الرجوع إليه ..!
عـــذرا .. أيها المكان الحبيب ..
فاليوم كنت في زيارة لك .. وشعرت بالألم ..
لأني لم أشعر حينها بأني يوماً ما .. كنت أنتمي إليك ..
خذلتني .. فكل شيء فيك تغير ..
كل شيء كان يعرفني .. قد أزيل ..
حتى حبات الرمال تلك التي كنت أرسم .. وأكتب عليها ..
قد أزيلت .. لم يبقى شيء أتذكره ..
أبداً .. لم يبقى ..
يحصل ..
لأننا تعلقنا بالأرواح في المكان وليس بحوائطه ..