إن كنت لن أحزن .. فلما تسلل الحزن في داخلي ..؟!
إن كنت لن أبكي .. فلما أحس بالدمعات تجمعت في مقلتي ..؟!
إن كنت لن أشكي .. فلما أنا هاهنا الآن أمسك قلمي ..؟!
أن كنت لن أمضي .. إلى حيث المكان الذي أخفف فيه من ألمي ..
فلما قطعت الطريق ذاته .. والذي كان طوال عمري إلى حيث الصواب يوصلني ..
لما شعرت بالحنين .. وعلا مني صوت الأنين ..؟!
أخاطب روحي : مابالك تشتكين ..؟!
أو تظنين بأنك بشكواك ستلقين من يعين ..؟!
فلتعي حكمة الزمان .. ومهما قلبتك الأحزان فلتصبرين ..
فقد عشتي من سنوات عمرك عشرين ..
وإلى الآن حتما لم تدركين ..
بأن في خبايا هذا الزمن .. مصائب قد قرحت بها عيون الباكين ..
أو مازلتي تشتكين ..؟!
كفى .. وأوقفي معك نحيب البائسين ..
فقد أيقنت أنك لاتستحقين الدموع .. أيقنت ذلك بفطرة اليقين ..
أولازلتي عن سبب عدم أستحقاقك تسألين ..؟!
إذن حاولي أن تكون لك بصيرة بها تبصرين ..
أيا أنا .. هل تسمعين .. آهات هاتين الطفلتين .. لربما فقدوا أهلهم ..
ولربما بقيتا في هذه الحياة يتيمتين .. وحيدتين ..
وقد ألغوا نظرة الوداع الأخيرة .. لمن تسبب في دمار وطنهم .. وإن كانوا عاجزين ..
فهزَ بها عدو الدين .. أي كلمات تلك التي خاطبته بها أيها الصغير ليقف عاجزا ..
ولا يلقى أمامه رداً إلا رفع السلاح .. فبئساً للقوم الظالمين ..
أيا أنا .. ما تفعلين .. لو كنت مكان هذا الصغير .. أتى باكيا لم يدرك بعد يسألهم :
أحقا هذا المقتول أمامي أخي ..! أتكونين مكانه ولا تصرخين ..
أيا أنا .. حاولي أن تبحثي .. في أعماق هذه الأم التي تناظرين ..
أتستحق دموعها .. ؟ وهل لها أن تكون من الباكين ..؟
" مالي وقفت على القبور مسلما ... قبر الحبيب فلم يرد جوابي "
هل علمتي الآن أيتها الروح .. لما لا تستحقين الدموع ..
أم لازلتي عن سبب عدم أستحقاقك تسألين ..؟!
تمت
أخيتي ..
أيتها الصغيرة سناً الكبيرة عقلاً و منطقاً ، أعلم أنكِ تملكين من الحكمة مايجعلكِ تتغلبين على كل آلامك وإن كانت كبيرة في نظرك فهي حقاً لاشئ أمام مصائب هؤلاء المكلومين ..
فهنيئاً لكِ