بسم الله الرحمن الرحيم ..
أحتاج في كل مرّة آتي فيها إلى
هنا 
لمصدر إلهام !
أحيانًا تتصادم الأفكار في داخلي 
وتكون النهاية ( ولادة فكرة )
منّي إليّ ..
من حيث لا أدري ! 
وبما أن معنى الإلهام في قاموس
المعاني هو :
( ما يُلقى في القلب من معانٍ
وأفكار ) 
فنحن بحاجة دائمًا أن يُوقع ويُلقي الآخرون 
في ذلك القلب المخبّأ داخلنا ما
يهزّه بقوة ,
ويحرّك في حجراته الأربعة ..
كل شريانٍ وَ وريد !
نحن بحاجة أن نبحث عن الإلهام ..
لا ليكون مصدر لنكتب بسببه فقط , 
و لتمتلئ به الصفحات البيضاء الخالية
!
بل لنشعر بالناس , نشاركهم ما
يشعرون به ,
نشدّ على أيديهم , نقوّيهم , 
ونشعر بما لا يستطيعون التحدّث عنه
!
ونتحدّث نحن عنه ..
( فالإلهام كفيل لنسمع به ذلك الحديث
المخفي )
ونحمد الله كثيرًا .
.
.
.
( زَينب ) 
أظنك نعم مصدر لإلهامي اليوم
 :) 
- سأتحدث قليلًا عنكِ دون إذنك فأعذريني - 
من بين الحديث أُخبِرُها أني أبحث
عن إلهام 
لأكتب .. 
كتبتُ لها :
 إن كان لديك عُلبة إلهام
أعطيني إياها ..
فما كان منها إلا أن أرسلت لي
صورة
لعلبة لم أميّز تفاصيلها ,
سألتها : ما هذه العلبة ؟
فأجابت : هذه مصدر إلهامي
 ( دوائي
) 
واقعًا يا غاليتي زينب ,
كان وقع هذه الكلمات وحدها عميقًا
داخلي ,
لو كان للإلهام نبضٌ يُعرف ..
لسمعتهُ واستشعرته بقوّة
 في لحظة قولك لتلك
الكلمات.
( عزيزتي مصابة بمرض الدم الوراثي ) 
أنا واقعًا لا أعرف عن ذلك المرض كثيرًا ,
أقول لها : أنا لا أعرف بالضبط عنه الكثير 
فأجابت :
 " خلايا تلتصق في بعضها 
وتغلق الشعيرات الدموية 
ويصبح هنالك نقص أكسجين 
في عظامي اللطيفة ,
-      
شرح مختصر للقصة الجميلة -
 وتخلص القصة ..
وتستمر الحياة " 
.
.
تستمر الحياة حقًا .. 
فرغم أنه تفاصيل الحكاية أقسى وأطول 
مما تبدوا عليه
إلا أنها اختصرتها لي في بعض سطور , 
وبطريقة أجمل 
( و بتعابير تدعو لأن أبتسم ) 
رغم كمّ الألم !
-      
هكذا يتحدث المؤمنون بقضاء الله -
الحياة هكذا , تقسو على البعض
لتستخرج أجمل ما فيهم ,
يبتلي الله من يُحبهم , وهي من أحباب الله ..
( هكذا أخبرها ) 
- فتحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه - 
هكذا يقول الجميع أعتقد ليخفف من حدّة
كل ألم مقدّر من الله للناس ..
البعض واقعًا ينطق بتلك الكلمات وفي داخله
يظن أنهُ يواسي المريض فقط لا غير !
لكنني صدقًا حين كتبتُها
لم أكتبها بقصد المواساة ,
 فتلك حقيقة عميقة
جدًا ..
تبعث للسعادة
حين نختلي بأنفسنا وننظر
 في أبعاد المعنى صدقًا .
أسألها : 
وهل هذا الدواء كفيل لأبعاد الخلايا حين تلتصق ؟
فتجيب :
 هذا ليسكّن الألم ,
 لم يُخترع بعد الذي تتحدثين عنه ..
أكتب لها في ذات الوقت الذي كتبت لي :
إذن ربما أنتِ من تخترعين الدواء ..
لتكتب هي : ربما أنا من تخترعه .
-      
تزامن في كتابتنا في ذات اللحظة يبعث للأمل -
الجمال كله يكمن في كون 
أن زينب تبدأ في السنة الجديدة القادمة
 دراسة الصيدلة
الإكلينيكية ..
أنا واثقة أن الألم يصنع العظماء غالبًا ..
سأثق بأنكِ منهم ,
  
كمّ الألم ذاته الذي يتسبب في البكاء أحيانًا ,
يعمل بشكل عكسي مستقبليّ
 ليكون سببًا في الفرح والإبتسامة ,
فيحقق شيئًا يمحو الصورة الباكية 
والألم القديم .
 أخبرها : 
إذن لذلك هذا الدواء مصدرًا لإلهامك !
وهو جزء ولابد أيضًا من أسباب اختيارك هذا التخصص  
فكان الرّد : 
ابتسامة :) 
  
تحكي الكثير .. 
سأثق بأنكِ قد تكونين حقًا سببًا
في صنع ذلك الدواء الذي يُشفيكِ
ويشفي من هم مثلك , فمن يعاني من الألم ..
يسعى جاهدًا لتخفيف آلام الآخرين بقدر المستطاع.
الحب , والعطاء , والصدق , والبذل ,
والجد والاجتهاد , وتوفيق الله ..
أسباب لتحقيق كل شيء ,
وأظنكِ تملكينهم كلهم :) 
وفوقهم أيضًا  ( حب
الله لكِ ) .
حين يأتي ذلك اليوم الذي يُصبح فيه
ذلك الدواء بين يديكِ ..
عودي لهذه الصفحة , حتى إن لم أكن هنا ..
وفي هذه التدوينة أتركِ تعليق أكتبي فيه 
بابتسامة عريضة :
تحقق الحلم يا فاطِمة ! 
 .............
( كونوا كـ زينب )
وأجعلوا من كل ألم مصدرًا لإلهامكم , 
وطريقًا لكم لتصبحوا
 أفضل وأفضل وأفضل ..
 
لكل مصاب بمرض أو بلاء أو هم 
لا يستطيع تغييره لأنهُ قضاءٌ من الله وقدر .. 
كونوا بخير وأبتسموا , 
فمن مثلكم وأنتم أحباب الله !