بسم الله الرحمن الرحيم ..
** حينما أنوي الانتقال إلي عالم البوح ..
- حيث هنا -
ماذا أفعل ؟
عادةً ما أُلملم ملامح بعض الأحداث
,
أسترق السمع ( لداخلي ) ,
أقرأ العيون ( المتحدّثة ) دون تحدّث !
ألتمس المشاعر التي ( لا تُباح ) ولا ( تُشارك )
حبيسة ( قلوب ) البعض !
وأجعل منها حروفًا تُخطّ ..
تحكي عن مشاعر ( عدد لا أعلمه )
من البشر ,
ممن يقرأ , ممن حولي , ممن أعرف ,
وممن لا أعرف ربما !
** الأشياء ( المرّة ) العالقة
في العمق بثبات
وكأنها ليست موجودة ,
يأتي حينٌ من الزمن ( تتّضح ملامحها )
لنا (
على أقل تقدير )
نظن أننا نسيناها أو أخفيناها ,
أو حتى أبدلناها بتفاصيل أجمل !
نتحاشى "
أحيانًا " النظر في أقصى
عُمقنا المخفي ..
حيثُ نُلقي فيه طيّات ( يُؤمل نسيانها )
لكن ذلك لا يحدث !!
ربما لأنّه بعضها من ماضي الطفولة !
تفاصيل الأحداث التي تحدُث في الطفولة
تعلق بشدّة يصعب إزالتها ,
تنمو لصيقة بذاكرة الأطفال ..
فيحدُث أن يُهيّج ذاكرتهم كل حدثٍ شبيه لحدثٍ
ماضٍ حدث لهم ( مفرحًا كان أو مؤلم ) .
لماذا لم يكن هنالك من يهتم ويعتني
بذاكرة الأطفال ؟!
لماذا يُترك (( للكبار ))
مجالًا لبذر
اللحظات المؤلمة في قلوب الأطفال !
فيكبروا .. ويكبر الألم تباعًا معهم .
لماذا لا تُدرِك الإنسانية ( سوء )
ما قد يحدث من تلك البذرة !
بذرة الألم تبقى حبيسة في حجرةٍ صغيرة
من حجرات قلب ذلك
الطفل الصغير ,
يختبئ داخلها ويبكي بصمت كلما أراد ذلك .
ويكبر الطفل .. يكبر ويكبر ,
وتكبر معه البذرة وتنمو وتتفرّع
( مع بقائها في ذات الحجرة الضيّقة )
فلا يتّسع لها المكان !!
لذلك ..
يختنق الكبار أحيانًا
( ببعض ذكريات
طفولتهم )
ويتنهّدون بقوة !
البعض يستطيع اقتلاع أغصان وفروع
تلك البذرة .. فينسى ,
أو يتناسى ما قد حدث ..
لكن الجذور مكان من الإحالة
أن يستطيع الوصول لها .. وقلعها ,
( إلا إذا
استطاع العودة بالزمن ! )
لذلك تظهر له الأحداث كأنها بالأمس ..
حينَ تُهيّج جذوره المبطّنة في عمق مضغته .
** قد يكبر ذلك الطفل ..
ويصبح حاقدًا على
مجتمعه ,
أو مصابًا بعقد لا يمكن علاجها ,
ويُصيب بها أطفالهُ من بعده !
أو يُصاب باكتئاب يقضي على حياته بأكملها .
أو أو أو ..
- يصعب حصر ما قد
يحدث ! -
لذا ..
(( رفقًا بذاكرة
الأطفال ))