بسم الله الرحمن الرحيم ..
( : بوح : )
أشتاقُ لضجيجٍ أُحدِثهُ هنا ..
ضجيج التحدّث والتحدّث في كل شيء يسكنُ داخلي ,
أكتب من دون مناسبة , ومن دون أن يكون
لنهاية حديثي غاية !
( لكني في النهاية .. لا أستطيع إحداث ذلك الضجيج ! )
هكذا فقط , يصُعب ذلك ..
.
.
أشدّ ما يؤلم أحياناً , أن لا نشعر بالانتماء مع من حولنا !
الشعور أشبه ما يكون ..
( أن أكون شجرة شتاء .. وسط أشجار الصيف ! )
طقوسنا الداخلية والخارجية تختلف بشدّة ..
أحياناً لا أعلم , هل أعاتب نفسي لجعلها تُشعِرُني بذلك !
رغم أنها مشاعر داخلية يصعب عليّ التّحكم فيها ..
أنا هكذا أشعر بين حينٍ وآخر .. ولا أعلم السبب !
..................
( : حَجَرَة : )
كم من الأشخاص يكونون كالأحجار في طريقنا !
البعض يستطيع القفز من فوق تلك الفئة الشريرة
القاسية ليتعداها , والبعض لا يستطيع تجاوزهم أبداً ,
وجودهم في الحياة يكون سبباً للقلق
والبؤس في حياة البعض ..
على الرغم من أن تلك الأحجار البشرية لن تنال شيء في كونها
تقف في طريق العابرين إلى حيث مبتغاهم ..
حتى الجالسين بسلام .. بعيداً عن كل ذلك ,
تلك الأحجار تتعمّد أن تُلقي بنفسها حيث يجلسون ..
أو حتى تُلقي بنفسها لتصيبهم ولتُدمي بهم ما يُدمى !
- تلك حقيقة للأسف , رأيتها و لم يخبرني عنها أحد –
............
( : وَرَقَة : )
وعلى الرغم من وجود تلك الأحجار القاسية ,
إلا أن الحياة لا زالت بخير ..
لازالت الأوراق البيضاء البشرية بالقرب أيضاً ,
مع وجود شخص قاسي ذو قلب أسود ..
يوجد دائماً في المقابل أشخاص طيبين بقلوبٍ بيضاء ..
نشعر أحياناً أنهم وجِدوا في الحياة لأجلنا !
حينما تعترض تلك " الحَجَرة " طريقنا لنتعثر
تأتي غالباً " الوَرَقة " البيضاء ,
وتصبح فوق تلك " الحجرة "
لتُخفيها من أمام ناظرنا ,
وتكون سبيلنا للعبور بأمان وسعادة ..
مفتوحة دائماً تلك الورقة ؛
ليكون لنا مجالاً لمعانقتها وشكرها بطريقتنا الخاصة ..
............
( مِقَصّ )
المشكلة .. بأن الطِّيبة أحياناً تؤذي أصحابها ,
فلأن الشخص طيب .. هنالك من يقتصّ من تلك الطيبة
لصالحه , ولمبتغاه ..
يتغافلون الأشخاص الطيبة , ويأخذون منهم أكثر مما يجب ,
أو يحمِّلُونهم فوق المستطاع ,
ويمتصّون منهم هالتهم الشفافة !
حتى الأوراق البيضاء .. قابلة للتمزّق ,
قابلة لأن يتغيّر لونها !
حتى الأوراق البيضاء ..
تنتهي حينما يقصّ كل شخص منها جزء يظنهُ صغير ,
لكنهُ في الحقيقة " مؤلم " بما يكفي ,
وكفيل لأن يطوي صاحب تلك الورقة صفحته ..
ويُبدّلها بـ ( بحَجَرة ) أو ( مِقصّ )
هو الآخر !
............
كونوا أوراقاً بيضاء لمن يحتاجكم ..
وأحجاراً فقط .. حينما يعترض طريقكم مقصّ !