بسم الله الرحمن الرحيم
..
( 1 )
أنا هنا .. كما أنا !
غير أني أشعر بشيء ..
وبضع شيء ..
أنا هنا .. تحملني
لهفتي فوق زورق ورقتي البيضاء ..
التي تبحر في بحر
محبرتي ..
تلاطمها أمواج مشاعري
..
مرة تكون موجةً هادئة
..
ومرة تكون موجة هائجة !
-
فطقوس المشاعر تختلف ! –
أنا هنا .. أحاول
ترجمتي !
أحياناً كثيرة .. لستُ
أفهمُني ..
مرةً أكون كما أريد ..
ومرةً أكون كما لا أتمنى !
أحياناً يطول تعلّقي
بالأمل .. وأنا لا أشاء ذلك التعلّق ..
وأحياناً ينقطع بي
الأمل .. رغم حاجتي لتعلّقي به !
أحياناً تفيض الأوراق
من محابري ..
وأحياناً .. يُصيبها
الجفاف حتى أكاد أنسى أنني أكتب !
وأنّ أحباري لا زالت على
قيد الحياة ..
..............
( 2 )
(( ذات محفل ))
منذُ أسابيع معدودة ..
استضيف عمّي ووقف على منصّة
المسرح قائلاً :
" منذُ زمن لم أقف ها
هنا ..
طلّقني الشعر .. ولم
أطلّقه "
-
قلت لنفسي سراً .. كذلك
أنا ! –
كان شاعراً ولا يزال ,
يكتب الشعر الفصيح بإحساسه ..
كانت سنين طويلة جداً
جداً التي ترك فيها كتابة الشعر
وترك فيها الوقوف على المنصّة
..
ليسرق بكلماته أحاسيس
من يستمع ويتذوق جمال الشعر ..
" قد قيل لي ذات
مرّة أني ورثتُ عمّي في الكتابة "
كنت سعيدة بذلك القول
=)
في ذلك المحفل ..
كنت فخورة بعمّي وهو
يقف ويتلو شِعرهُ .. وأنا أستمع
بمسامعي .. وقلبي ..
وروحي ..
( كانت كلماتهُ تستحقُ
الفخر )
رغم صعوبة بعض الكلمات
المنتقاة من قِبله ..
لكن مغزى القصيدة يستحق
أن أقف إجلالاً لعمّي ..
(( سلِمت يمينك .. ودام
نبضُك ))
.............
( 3 )
يعانقنا الوجع .. بعد
كل لقاء يتلوهُ فقد !
ذلك الوجع نرتديه بابتسامة
!
" لكي لا نُكتشف
"
أو نرتديه .. بتبلّد
مشاعر !
" لنتناسى مدى ألمه و
قسوته "
مللت الفقد .. مللت مشاعر
ما بعد الفقد ..
مللت دموع ما بعد الفقد
..
( فقد .. فقد !! )
سأحذف الدال .. وأقلِبُ
ما تبقّى ..
كفاك أيها الفقد
(( قف ))
كفانا وجعاً حين تأتي ..
دموعي مختبئةٌ تحت جفني
..
إليكَ لا إليّ تُصغي !
كم اعتدت إيلامي "
حدّ البكاء "
............
( 4 )
عجيبين هم الناس ..
تعبت لكثرة العجب الذي
أتعجّبه !
تعبت إدراك المغزى من
كل حديثٍ يدور حولي ,
تعتليني الابتسامة حين
أدرك أن المغزى جميل ..
وأصاب بالوجع .. لسوء
بعض النوايا
" وسواد قلوب البعض ! "
من أشدّ ما أكرههُ في
تعاملاتي مع البعض ,
حين أكون مجبرة على
تبرير كل تصرّف كي لا يحمل الشخص في قلبه محمل السوء عنّي .. ويتهمني باتهامات
باطلة ..
" و تبدأ عملية سوء
الظن "
فقط لأنه يجهل السبب ..
ولأنني لا أريد أن أقوله !
لا أعلم لما يتناسى
الجميع قول حبيبي رسول الله :
( احمل أخاك المؤمن على سبعين محملاً من الخير)
أحياناً
أفضّل أن يُسيء الأشخاص ظنونهم بي ..
على
أن أُجبر نفسي على تبرير نفسي أمامهم
حتى
في أتفه الأمور !
أشعر
دائماً أن المذنب فقط هو الذي يسعى للتبرير ..
ولأنني
أثق غالباً بأني لست مذنبة في بعض المواقف ,
ولست مُجبرة على تصحيح سوء الظنون التي تختلج
دواخلهم !
فليسيء
من يسيء .. فذنبه في عنقه ..
والله
أعلم بالنوايا ..
"
أحياناً التبرير يُشعرني بالانكسار ..
وذلك
شعور قاسي .. لا أحبّ أن أصاب به ..
لذلك
لا أُبرّر نفسي غالباً "
...........
( 5 )
مدونتي
.. هو أكثر مكان أخاف فقده !
هو
أكثر مكان أحببته , هو المكان الذي جعلني أتعرّف على
أسماء
كثيرة جداً أصبحت تهمّني ..
حتى
إن كنت أنقطع عنهم , ولا أقرأ لهم لمدة طويلة ,
حتى
إن كنت لا أعرف أخبارهم بشكل مستمر ..
لكنهم
يبقون أسماء عالقة في عمق عمق الذاكرة ..
أحياناً
بمجرد أن أقرأ أسم من أسماء أصدقاء مدونتي
يشدّني
الحنين لهنا ..
أنا
أقدّس الصداقة بشكلٍ كبير جداً ..
مسمى
أصدقاء المدونة وحده كفيل بأن أتعلق بكمّ الأسماء
المندرجة
تحت ذلك المسمى :)
ربما
لا تدور حوارات بيني وبينكم ,
ربما
لا أتعمّق في صداقاتي مع الجميع ,
فتبدو
صداقة سطحية غالباً ..
لكن
أساسها الاحترام
والحرف
.. والقلم .. والمشاعر والأحاسيس ..
هل
هنالك أجمل من ذلك ؟
لا
أظن :)
شكراً
لكل من لا يزال تحت ذلك المسمى ,
شكراً
لكل من تعلّق قلبي بهم ..
شكراً
لكل من لا يزال يعبر مدونتي حتى هذه اللحظة ..
شكراً
من القلب أحبّتي ..
حتى
حديثٍ آخر ..
كونوا بخير .