أريدُ أن أكــونَ لأيامٍ معدودةٍ فقط ..
إنسانةٌ منفيَة !
أريدُ أن أرتشِفَ بعضـاً من كأسٍ مليء ..
بشرابِ الحريّة !
لستُ أكتبُ هذا الكلام وألتفتُ حولي ..
حفاظاً على السرّية ..
لستُ أذنبِ في حقِ أحدٍ , ولا أتعدّى الحدود ..
ولا القواعِدَ الأمنيّة ..
لستُ أرتجي من حرفي أن يُحررَ فلسطِين ..
ويقضي على الصهيونيّة ..
لستُ إلا إنسانةً تكتب , لتُحِرَر أحاسيسها ..
بطريقةٍ شعريـّة ..
نعم .. أستطيعُ التمرُّدَ حين أشاء بأحرفي ..
وأقتطِع مشاعري الودّية ..
أستطيع أن أزلزِلَ محيط عالمي بأحرفي ..
وأحدِثَ ضجّة كونيّة ..
لستُ أتفاخر, لكنّي أحكِي لأني أخافُ امتلاكَ القلم ..
في لحظـاتِ العصبيّة !
فتصبحُ النّقاطُ التي على الحروف شررٌ حار !
يتطـاير بهمجيّة ..
فيحرقُ من يحرق حينها دون علمي , دون وعيي ..
فأشعرُ بالمسؤوليّة !
ينتابني النّدم , وصوتٌ آخر داخلي يقول : " لكنكِ حرّة ! "
أين حقوق الإنسانيّة ؟!
فأحاولُ الإنفراد بذلك الصّوت وحدي لأهمسَ لهُ بهدوء :
تلكَ حقوقٌ وهميّة !
فتلاشى من داخلي من حينها .. ولم يعد يهمسُ لي !
أأصيب بصدمةٍ نفسيّة ؟
ما دخلي أنا ! فلستُ أنقلُ لهُ إلا حقيقةً وإن كانت مرّة ..
في حياتنا الشخصيّة ..
سأعودُ لأمنيتي .. أن أكون منفيّةً فقط لبعض حين ..
لن أكون بحروفي عدائيّة ..
فقط , أتركوني في مدينةٍ لا يسكنها أحد ومليئة بالجدران ..
سأفجّر بالحرفِ طاقةً داخليّة ..
سأعبرُ عمـّا يصعبُ التعبير عنهُ ها هنا على الأوراق ..
فمساحتُها شرنقيّة !
سأعبرُ عمّا يزعجُ أبصار القارئين حين أخطهُ ويرونه ..
فتلك اختلافات روحيّة ..
سأعبرُ عمّا أخجل منه وعمّا لا أخجل , وما أحب ولا أحب
وكأني في حدودٍ سماويّة ..
.
.
يـــاااه ..
كم أشعرُ بالارتياح و نقاءِ الهواء وجمالِ مداعبة الرّياح
فقط .. لأني أعطيتُ نفسي في هذه اللحظات ..
فسحةً خيــاليّة !
فإن أصبت بداءٍ لا يعرفُ عنهُ الأطباءُ شيء
فكن على يقين أنّك " فقط " من تمتلك الدواء ..
والطّريقة العلاجيـّة ..
.........
صباحكم / مسائكم ..
فلسفة أربعائيّة ..
=)