صبــاح عبق الياسمين الذي أعشقه ..
والذي استنشقت رائحته في هذا الصباح , قبل أن تنثر الشمس
خيوطها الذهبية في سماء الإله وأرضه
وقبل أن تُطِيح الياسمينات أرضاً من شدّة حرارتها .. فتذبل ..
صبـاحكم جمال أستشعره .. وقليلاً ما تسكنني تلك الطاقة
التي تحويني الآن في مثل هكذا صباحات ..
طاقة عبارة عن خليط من " السعادة + الابتسامة + السعادة "
تلك المعادلة تتكون في داخلي من معطيات بسيطة جداً ..
لكن أثرها عجيب جداً .. أعشقه ..
.
.
" كأني لم أهنئكم بالعيد =) "
كل عامٍ وأنتم بخير , وأيامكم كلها سعادة وفرح ..
وتقبل الله أعمالكم في شهر الخير , وأبلغنا وإياكم صيامه كل عام.
.
.
ولي ها هنا معكم بعض ..
" وقفـــــات "
(1)
الحقيقة عادةً ما تكون مرّة !
خصوصاً إن كانت حقيقة نخشى مواجهتها ..
حقيقة نغمض أعيننا على أمل أننا حين نفتحها سنرى عكس ما نعتقده !
" أي عكس الحقيقة التي لا مفرّ منها "
لكننا دائماً ما نصل إلى نهاية واحدة ..
بأن جلّ ما كنا نخشاه .. حقيقة مرّة وللأسف الشديد ..
(2)
الهرب .. كلمة ذات معاني وأفعال عديدة ..
لا أعلم أي فعل من معنى الهرب أصاحب أنا ,
لكني أعتقد بأني أفعل الأغلب ..
لا أتعمّد الهرب , لكني أفعله ..
أهرب ..
حينما يحدث لي موقف مزعج ويضايقني
" بالنسبة لي على الأقل "
مع أي شخصٍ كان .. لا يعني هربي كرهي لذلك الشخص ..
لكني أهرب كي لا أحادثه , كي لا أفتعل الابتسامة ..
وأشعر أني واقعة في نفاق " أكرهه "
فأنا لا أحبّ أن أتحدّث أمامه بسعادة وحب وفرح ..
وقد حدث لي معه موقف قد أزعجني للتو ..
وقد أضمرت له في قلبي بعض شيء ..
فقط أحتاج أيام قليلة لأنسى وأرمي بانزعاجي عمق البحر ..
وأعود على طبيعتي معه .. ففي النهاية لابد للقلوب أن تصفو .
أهرب ..
حينما تتكون لي علاقات مع العديد ممن هم حولي ..
العديد من العزيزات على قلبي , فلا يكفوا عن السؤال عني ,
ولا يكفوا عن السؤال عن أخباري , واشتياقهم ربما لي ..
أهرب .. لأني أخشى دائماً أن يزداد عدد من أحبهم
فيزداد مع ذلك توجّعي لألمهم , فيزداد مع ذلك أشياء أخرى كثيرة
أدركها وحدي .. ولا أستطيع إدراكها ..
" قد أكون أنانية بتفكيري هذا للبعض , لكنهم مهما حاولوا لن يفهموا ما أعنيه حقاً "
لكني في النهاية أهرب ..
فيأتي لي العتاب منهم , ويتكرر السؤال
أين أنتِ ؟! لا تردّي ؟! لا تجيبي !
نشتاقكِ .. نفتقدكِ ..
" فيثار الحزن في داخلي , وأتألم لأني لا أستحق كل ذلك منهم "
أعتذر أحبّتي ..
فأنا في أحيان كثيرة أكره نفسي بسبب ذلك الأمر ..
لكنهُ القلب , ذو تركيبة عجيبة ..
دائماً تخشى !
" وربما أنا الخاسرة الوحيدة في النهاية "
هم لا يعلمون .. أجزم بأنهم لا يعلمون أني أتذكرهم جميعاً
أتساءل دائماً بين وبيني عن أحوالهم , أشتاقهم
لكني لا أفصح عن ذلك .. ولا أخبرهم ..
تبقى كلّ تلك المشاعر حبيسة في داخلي تفيض لوحدها ..
" عجيب أمرنا ! "
ولأنني أعرف نفسي بأني هكذا ..
قد صادفت في الحياة من هي مثلي في ذلك .. أعلم بأنها كذلك
لم تخبرني هي عن نفسها , لكني أدركت الأمر ..
أبتسم حينما يحدث لي ما يحدث لها في مثل هذه الأمور ,
لا أستطيع أن أعاتبها أبداً .. لأني أعيش من دون أن تعلم
في ذات الشيء الذي تعيشه !
وأشعر بذات الشعور الذي تشعره ..
.
.
نعم .. أهرب
حينما أتيقّن بأن الذي يحادثني .. لا يحادثني لشخصي ,
بل لغاية أخرى يستطيع بها الوصول لها من خلالي ..
حينما يحادثني شخصٌ لئيم , وجبان في الوقت ذاته ..
فأخشى أن تحيطني هالته السوداء تلك .. من خلال كلماته ..
أهرب وأهرب وأهرب .. لأتوسد أحضان أوراقي ..
والتي هي خالية من كل شيء يدعو إلى الهرب منها ..
وقريبة كل القرب .. مما أحب ويرضيني ..
.
.
لا أعلم إن كان هربي أمراً خاطئاً ..
لا أعلم في الأٌصل إن كان مصطلح " الهرب " هو المصطلح الصحيح لما يحدث معي ..
ربما .. لهُ معنى آخر أجهله !
.......
(3)
ماذا لو جعلت أحباري تصمت !
ماذا لو اختبرت مقدار صبري بصمتي !
كثيراً ما حاولت إجراء ذلك الاختبار , لكني أفشل في كلّ مرة ..
أريد أن أعيش فترة من الزمن من دون أن اخطّ حرفاً واحداً ..
لا بالقلم , ولا بوسائل التكنولوجيا الأخرى ..
" السبب "
فقط .. هكذا , وربما غاية في النفس ..
أممم
وربما اختبار لمدى قدرتي على ترك فعل ما لا طاقة لي على تركه
وربما ليدرك آخرون ما يعني الصمت ؟
أيعني " الهدوء "
أم يعني " الوجع "
أم يعني " فقد الكلمات "
أم يعني " عدم الرغبة بالحديث "
أم يعني " عدم الثقة بمن سنحدثه "
أم يعني " ضجيج في الروح "
أم يعني " أشياء نجهلها "
!!
لا أعلم ما يعني الصمت لمن يقرأ أحرفي ..
فلكلٍ منا أبعاد في تفكيره , والظنون التي يضمرها كلاً منا تختلف ..
فمنا من يحسن الظنّ , ومنا من يسيئه ..
.............
لم أنم حتى الآن .. كانت ساعة ونصف تلك التي نمت فيها
قبل صلاة الفجر , ومن ثمّ غادرني النّوم ..
تاركاً أجفاني مفتوحة ..
وأذناي تنصت لصوتٍ عالق في الذاكرة ..
صوت الجميع وهم يرددون :
لا إله إلا الله .. والله أكبر الله أكبر , ولله الحمد ..
لحظات تخلّد في داخل الروح , جميلة .. تجعلك تشعر بأنك تحلق في سماواتٍ سبع ,..
يستشعر جمالها فقط من يعيش كل لحظة فيها بجمال وحب للمولى سبحانه وتعالى ..
.
.
...........
هاهنا سأتوقف .. وسأخلد بعدها للنوم ..
وسـأنتظر ما تحمله الأيام لنـا .. فنحن هنا لنكمل حكاياتٍ بدأت
ولم تنتهي بعد ..
لنكون أبطالاً ربما في قصصٍ حزينة ..
أو ربما العكس !
=)
لا علم لنا بالغيب .. لكن الله ثقتنا في كل أمر ..
وكل ما يجريه علينا .. هو لابد الخير لنا .. إذ أنّ الله قدّره ..
" ونعمى المولى "
( جعل الله أيامكم أحبتي سعادة و رضا )