Blogger templates

حديث القلم ,,

الصديق الدافئ هدية السماء إليك ..
لمــاذا ؟!
الجمعة، 29 يوليو 2011 by Seldompen in التسميات:



التعامل مع فئة معينة من المجتمع ,, بطريقة تختلف تماماً عن أسلوبنا المعتاد في التعامل مع بقية فئات المجتمع ..
هل يعدَ عيب فينـا ؟
أم أن " حالة " تلك الفئة .. هي التي تدفعنا للأسلوب المتخذ في التعامل ?

أود إقناع نفسي بـأن حالتهم كانت السبب في الطريق الذي دفعني في طريقة التعامل مع تلك الفئة ..
لكن ... !
.....

الفئة التي أتكلم عنها هم من بهم
 " نقص وخلل عقلي في التفكير"
رغم أنهم يستطيعون المشي , التفكير البسيط , وتبادل الحديث معنا .. إلا أنهُ يصعب الإندماج معهم بشكل كلَي ..
يصعب علينا أن نتحدث بأريحة تامة معهم ..
لا أعلم لمـا ؟
لكن هنالك ألف عامل يتدخل في مشاعرنا ونحن نتحدث معهم ..
من الصعب جداً نسيان تلك العوامل " أولها عامل الشفقة "  , والإنغماس في حديث مطوَل معهم ونسيان فكرة أنهم من " ذوي الإحتياجات الخاصة "

حين دخولي المرحلة الثانوية .. صادف أن تكون في فصلنا طالبتين أختين من تلك الفئة ..
تعجَبت وجودهما في مدرستنا !
المهم أني حينما كنت في المرحلة الأولى كانت هي  وأختها معي , كنت أحياناً أراغب تصرفاتهم في الفصل ,
كيف يكتبون , كيف يستمعون للدرس , كيف ينتبهون لشرح الأستاذة ..
وكنت كثيراً ما أشعر بالشفقة عليهما بشدَة حين توقف الأستاذة إحداهن لتسألها وتحار في الإجابة .. بعينين محتارتين تبقى تناظر وتحرك أصابعها في محاولة للتفكير والتذكر ..
" أكره أن أرى مثل تلك المواقف " لأني لا أستطيع نسيانها ..
وأشعر بالعجز أمامها أيضاً ..

كانت إحداهن ولتكن " ز " أذكى بقليل من الأخرى ..
ولتكن " ف " ..

كانت تستطيع الإجابة أحياناً بعد محاولة طويلة شفهياً , وتستطيع
حل الأسئلة على الورق .. أما الأخرى فكانت حالتها أصعب من أختها ..
لم تكن هنا المشكلة التي عانيت منها ..
المشكلة أن تلك التي أسميتها " ف "
كانت متعلقة بي بشكل غريب أصبحت أخافه " ولا أعلم لما أخافه؟ "
بعد فترة من إنقضاء بداية الفصل الأول .. كانت لا ترفع عيناها ونظرها عني  ..
كنت أجلس في الصف الثاني من جهة اليسار .. وكانت تجلس في الصف الثاني في المنتصف .. مما يتيح لها أن تنظر لي ..
ويتيح لي معرفة أنها تنظر لي " بأستمرار " من بداية الحصص حتى نهايتها !

وكانت كثيراً في أوقات " الفسحه " ما تأتي لتقف بقربي وتحدثني بأي شي يخطر في خاطرها , وتقول لي وتكرر :
 فاطمة شـ شـ شخبارك .. شـ شـ شـ شمسويه ..
أشـ شـ شتقت لك ..  " كانت تعاني قليلاً من صعوبة في التحدث "
كنت أعلم بأن قلبها أبيض , وأنها تفصح عما يجول في خاطرها لا أكثر ..
لكني كنت أسأل نفسي .. لماذا أنا من تعلَقت بي في الفصل من بين الجميع ؟!
صحيح أني كنت دائماً ما أنظر لها وأبتسم , ولكن تلك البسمات كانت تحمل
" أطناناً من شفقة " فلو كانت حقاً تعلم سرَ أبتساماتي لها , هل كانت ستحمل لي تلك المحبة التي تصارحني بها بين حين وحين ؟
في الحقيقة كنت لا أعلم كيف أتصرف معها ..
تلك فقط كانت مشكلتي .. بأني لا أعرف ماهي الطريقة السليمة في التعامل مع هكذا صنف من المجتمع ..
أخشى أن أؤذيها حين أبتعد عنها .. ولكني حقاً لا أعرف كيف أتحدث معها,
وعن ماذا !
أنا بطبيعتي لا أستطيع فتح أحاديث بسهولة مع أي أحد غير مقرَب لي بشدَة , فكيف الآن أستطيع فتح أحاديث مع " ف " هذه ؟!

وهكذا .. أنقضت السنة وهي دائمة النظر لي , دائمة الإبتسامة حين أنظر لها وأبتسم .. دائمة السؤال عن أحوالي , وبين حين وآخر تخبرني عن حبها لي ..
وأنا واقفة وأشعر بأني " مخنوقة " عاجزة عن فعل شيء !
أخبر صديقتي , بل صديقتي ترى ما يحدث معي .. وهي الأخرى لا تعلم طريقة صحيحة في التعامل ..
هكذا .. حتى أنتهت السنة وأنتقلت للمرحلة الثالثة وهي وأختها قد أعادتا السنة .. وكانت بين حين وآخر تأتي لتلقي عليَ التحية ..

لا أخفي الأمر .. فالشعور بأنك تجلس وشخص ما ينظر لك بأستمرار يسبب لك الضيق .. لكني كنت أصبر , فأنا أعلم بأن لا حل أبداً لهذه المعضلة , ومن المستحيل أن أقول لها أن تكفَ عن النظر لي ..
.
.
مرَت الأعوام .. وبعد أربع سنين من تخرجي من الثانوية , وفي سنة التطبيق العملي  لي في سنتي الرابعة في الجامعة ..
في ذات المدرسة التي تخرجت منها من الثانوية ..
كنت أقف مع إحدى معلمات الرياضيات على سور المدرسة ..
لأصدم صدمة بخروج طالبة في الصف الثاني أدبي .. كانت هي
ذاتها تلك الطالبة " ف " ذاتها ذاتها لم تتغير .. لم تتخرَج !
لا زالت في المدرسة .. أشير عليها وأسأل المعلمة التي كانت معي : كيـــف ؟؟
لتجيبني بأنها لا زالت تعيد السنة , مرة تتجه للقسم العلمي ومرة للقسم الأدبي .. " ولم تفلح في كليهما " ..

بعدها  في يوم آخر رأتني من بعيد .. وجائت مسرعة لي ضاحكة " فأيقنت أنها عرفتني "
لتقول : فـ فـاطمة .. شهالمفااجئة الحلوة , شخبـ ا ا رك ؟!
وأنا أجيبها بأبتسامة تملأ وجهي : أنا بخير .. أنتِ ما أخباركِ ؟
لتقول : أنا بخيـ يـ ر الحمدلله ..
شعرت بغصَة .. وألم ..
لأني أنظر لحالي وإلى أين وصلت .. وهي لازالت في ذات المكان
لا تتحرك !
أسأل نفسي " لمــاذا " ؟؟
 من المذنب ؟!
هل هم أهلها  بوضعها في مكان لا يجب أن تكون فيه , وربما وضعوها فيه لإقناع أنفسهم أنها طبيعية " ينقصها القليل من الذكاء فقط " .. وليسكتوا الناس ولا يقال بأن بناتهم في مدرسة " لذوي الإحتياجات الخاصة " ؟
وهي لا ذنب لها أن تتحمل ضياع سنين عمرها وهي في الحقيقة لا تكسب ولا تنتج أي شيء .. فقط تخسر سنوات عمرها هدراً ..

أم المدرسة التي قبلت بها كفرد فيها ؟
رغم علمهم أنها يجب أن لا تنتمي إلى هنا ؟!
لا لشيء أقول هذا إلا لكون المنطق أيضاً " أعتقد " يرى ما أرى ..  

أشعر أحياناً بكره نفسي حين أتذكر بأني حينما كنت صغيرة أخاف
من هؤلاء الفئة من المجتمع , وأحاول أن أتجنب الجلوس معهم
خشية أن " أضرب " في أي لحظة من قبلهم ..
أو يحدث لي ما ليس في الحسبان .. خصوصاً أني رأيت مواقف جعلتني أخافهم حقاً ..

لكني حين أفكر في هذا الأمر , وأقول بأنهُ لو كان عندي لا سمح الله أخ أو أخت من تلك الفئة .. وشعر الناس بالخوف منهم .. وحاولوا الإبتعاد دائماً ..  
أشعر بأني سأنفجر غضباً وبكاءاً في ذات اللحظة من طريقة معاملة الآخرين لهم ..
.
.
في النهاية .. تبقى قلوبهم قلوب أطفال .. وهم من أهل الجنة ..

هنيئاً لكل أم " لهؤلاء " لم تهمل " أبنها " أو " أبنتها " وهيئت نفسها وروحها لخدمتهم بقدر المستطاع ..
هنيئاً لها رضا الرب .. هنيئاً ..

على الهامش :
 " لا أعلم لما تذكرت هذه الحكاية التي حدثت معي , وشعرت برغبة في خطَ بعض تفاصيلها , لا أعلم لمـا إما أن أتوقف لمدة طويلة عن التدوين ..
وإما أن أعود ولا أتمهل بترك فواصل بين تدوينة وأخرى !

أنها الرَوح .. حين تحنَ للكتابة .. لا ترحم القلم أعتقد ؛) "

جمعة مباركة للجميع ..

يوميات حسودة ..
الخميس، 28 يوليو 2011 by Seldompen in التسميات:


هنـا .. محاولة مني لأتعدى منحنى قد أعتدت السير عليه ,
محاولة للقفز .. ليس للأفضل ربما , فلست أعلم إن كنت أقدم
أفضل ما عندي , ولست أعلم " أصلاً " إن كنت أكتب لأصل للأفضل ؟
نحن هنا نكتب لأننا نرغب بخلق عالم صغير نحبه ونحنَ إليه ..
نحن هنا نكتب لشعورنا بأننا بحاجة , بل ونرغب بأن نشارك الآخرين شيئاً من حرف نخطَه ..
قد لا يكون لذلك الحرف أي فائدة , وقد لا يكون لهُ أي معنى
وقد يتسبب في إضحاكنا , وحروف أخرى تسبب لنا الوجع ..
تختلف المشاعر التي تخلَفها " الحروف " في قلوبنا ..
لكن بالنسبة لي .. وما أعلمه عن " قلبي "
بأني حينمـا أقرأ للأسماء التي أعتدت أن أزورها دائماً
بغض النظر إن كنت سأترك تعليقاً على ما قرأته أو لا ..
لكني أشعر بأني مرتبطة بهم " روحيـاً " عبر الأحرف ..
أهتم لكل ما يجري لهم .. مضحكاً كان أو محزن ..
" سبحان الله "
كيف نشعر برغبة بتتبع الأخبار التي تجري لمن أعتدنا القراءة لهم .. ونهتم صدقاً لأمرهم ..
لا .. ليس الفضول من يجرَنا إلى مدوناتهم لنقرأ ..
بل إنهُ شيء آخر ..
لا يدركه إلا أنتم .. أصحاب المدونات .. " وأنا "
" دعونا نحتفظ بتلك المشاعر لوحدنا "
فمن لا يعلم عن هذا العالم .. أظن من الصعب عليه أن يدرك ما نريده أن يدركه ..
" أو لستُ محقَة في ما أقول ؟ أما شعرتم كما أشعر ؟! "

/
/

كـأني خرجت قليلاً " بل كثيراً ربما "
عن ما كنت سأتحدث عنه ؛)
لا أعلم لما في دقائق معدودة ..
خلقت في عقلي شخصية .. وبدأت أحكي عنها وكأنها موجودة !
وفي لحظة " رغبة " بخط الحروف , قررت أن أرسم تلك الشخصية بحروفي ..
وفي الحقيقة .. أنني الآن " أرتجل " ما ستكون عليه
تلك التي في رأسي " ولا أفكَر " كيف سأجعلها

 وأظنني منذُ زمن هنا لم أتحدث بالعامية ..

ها هنا الشخصية التي سأتحدث عنها " ليست مثقفة "
وقد أشارت لي من البداية , بأنها إن كانت ستشارك في طرح يومياتها في مدونتي , يجب أن أحترم " طبيعتها في الكلام "
وكان لابد لي الرضوخ لأمرها " أمرنا لله "
-        كل شيء ولا تزعل علينا " أم سعيدان " -
لأنها إن وضعت عينها على أحد .. فتلك نهايته !
لمـاذا ؟
تعتقدون أني أبالغ ؟!
لكم اليـوم بعضاً مما سمعت وقرأت عنها " في أوراق مخيلتي "
.
.

أم سعيدان في الثلاثين من عمرها ..
ولا أعتقد بـأن أحداً في " الفريج " لا يعرفها !
صاحبة القامة الطويلة ,
والعيون " المكحلة " دائماً وأبداً
" ما يطيح قلم الكحل من يدها "
والله حالة عجيبة !
كعادتها .. كانت تجلس في  صالة المنزل ممسكة بالمرآة
وقلم الكحل الذي لا يفارق يدها أبداً ..
الساعة الثانية والنصف ظهراً يدخل زوجها ..
 يرمي بغترته وعقاله ويلقي بجسده على الكنبه ,
ويصرخ : خلاص .. خلاص .. خلاااص ..
تعبت من قلم هالكحل ..
كم قلم كسرت لك , كم واحد قطيته , كم واحد طحنته .. ما يخلصون ! من الأرض تطلعينهم ؟؟
أروح الشغل وأنتِ ماسكته , أرجع وأنتِ ماسكته , أنام وأجلس وأنتِ ماسكته , ما تزهقين ؟؟
ما يتعبون عيونك ؟! ما يتنغَبون ؟ ما يجيهم مرض ويمنعونك الدكاتره من هالكحل حسبي الله عليك وعلى قلم هالكحل وياك ..
صرت أكره أطالع عيون الحريم وأنا أمشي أخاف أشوفهم متكحلين وأذكرك وتجيني حالة نفسية ..
" وكانت طوال فترة حديثه تكحل في عينيها , حتى وصل إلى الجملة الأخيرة .. لتردَ بكل برود وسعادة "
يـوووه , الله الله , والله هذا اللي أبي , يا بختي بس من بين كل الحريم , على الأقل أضمن أنك ما تطالع في عيون مره غيري ,
أجل من اليوم ورايح بزيد جرعات الكحل في عيني ,
لين أخليك تمشي وأنت تطالع في الأرض ما ترفع عينك في الشارع أبداً  ..
لم تكمل جملتها الأخيرة .. حتى سمعت "ً صفعة " باب غرفتهم ..
لتقول : ما أدري شفيه هالرجال بسرعة يعصب ما ينمزح وياه , أهوو بس اللي يطاوع الرجاجيل يتعب ..
.
.
دقائق فقط .. ورنين هاتفها المحمول يعلو على صوت يردد :
" يا مكحلة عيونك .. يا مكحلة عيونك "
-        حتى جوالها عرفها أنها أم كحيله ؛)
أجابت على الإتصال :
أم سعيدان : هلا وغلا أم ريَوم , هلا بالجارة .. يوو شهالقطيعة وينك هالأيام ما تنشافين ..
عساك بخير وعافية , وينك عن الدنيا ؟
أم ريَوم : هلا ومسهلا بيك , والله شنسوي وأنا أختك .. الدنيـا تدرين لازم تلهيك عن الناس , أنا بخير الحمدلله
بس والله كنت مسافرة مع بو ريَوم وتونا راجعين من كم يوم ..
أم سعيدان : في ذمتك .. سافرتي وأنا آخر من يعلم ؟
شلون ومتى ووين رحتوا ؟
أم ريَوم : والله الرحلة جات مفاجئة وما قلت لأحد , أبو ريَوم الله يحفظه فاجئني أبها .. ورحنا باريس أسبوعين , وهذا أنا جيت وقلت لك ..
أم سعيدان : بل بل بل عليكم , باريس مرَة وحدة , خبري زوجك ما عنده فلوس , لايكون غيمة مرت على بيتكم وأمطرت عليكم ذهب وأنا ما أدري ..
أم ريَوم : ذكري ربك , وأنتِ شدراك عن زوجي عنده فلوس وإلا ماعنده , لا يكون يجي لك كشف حساب كل شهر عن اللي في حسابه !
أم سعيدان : يـوو يوو شفيك عصبتي , ما قلنا شيء , بس يعني عمركم ما سافرتوا , والحين فجأة سافرتوا وباريس مرَة وحدة .. الله يرزقنا مثل ما رزقكم ..
أم ريَوم : ما عصبت , بس قلت لك ذكري الله , وللحين ما ذكرتيه , بعد تدرين عن عيونك الحارة لك سوابق على ما أعتقد ..
أم سعيدان : شدعوة يا حافظ , مجرمة عشان يصير لي سوابق .. ومن قال أن عيني حارة .. أسم الله عليها ..

أم ريَوم : لا أجل أنا أتبلى عليك , نسيتي تبين أذكرك يعني ,
نسيتي لمـا كنا في جمعة بيت أم محمد وكان ولدها الصغير علي يناقز ويلعب من رحنا لين قبل لا نمشي , وما خليتيها في قلبك وقلتي لها : ولدك حصان حصان ما يجلس على حيله مقوم الأرض مو مقعدها , وما مداك كملتي كلمتك إلا الولد طايح من فوق الدرج ومنكسره رجله ويده ..
نسيتي لمـا أم خالد كانت تبخَر شعر بنتها اللي توها متزوجة
وأنتِ ما شلتي عينك وأنتِ تطالعين فيها لين قلتِ :
شعر بنتك يتربَط ويصير حبل من طوله يلعبون العيال ويناقزون أبه .. وما خلصتي جملتك إلا البخور حرق شعر البنت وقصت ثلاث أرباعه , وزين سلم وجها ..
نسيتي .. وإلا تبين أكمل ..
أم سعيدان : أوووف معاكم يعني شيء مكتوب وصار , صار الحين هذا من عيني , أها أنزين خلاص ما بنحسدك
يعني اللي يسمعها الحين ما أدري شبيصير لما قلت كم هالكلمة لك , بيحترق بيتكم , وإلا بيطلقك زوجك ..

أم ريَوم : يـووه أم سعيدان .. أكلمك أكلمك بعدين , ما أدري شفيها بنتي ريَوم تصارخ ..

أم سعيدان : إن شاء الله خير, ذكري الله , مع السلامة  ..
.
.

بعد عشر دقائق , صوت الإسعاف والمطافئ يصل لمسامع أم سعيدان , شدَها الفضول :
يـوو شصاير بسم الله الرحمن الرحيم , صوت المطافي والأسعاف قريب منا ..
تدخل على أبو سعيدان : قم بسَك نوم , قم شف وشصاير
صوت المطافي واصل لعندنا , لا يكون صاير شيء في بيت أحد من جيرانا ..

أبو سعيدان : لا حول ولا قوة , أستغفر الله , شمطافيه هالحزة , وأنتِ ما تجلسيني إلا على مصيبة والعياذ بالله ..

بعد " التحنطب " من أبو سعيدان , خرج ليرى ما الذي يجري , وطبعاً أم سعيدان في البيت " تحترق " وتنتظر أن يوافيها بالأخبار ..

بعد مضي ربع ساعة عاد .. وهي على الباب تنتظر ..
لتهجم عليه بسيل من الأسئلة : ها شصاير ؟ من بيته ؟ عسى ما أحترق كله ؟ عسى ما صار لأحد شيء ..

ليرد عليها : والله هذي  من دمارة الحريم وكسلهم وأهمالهم
إذا أنهم مثلك وبأطباعك ..

أم سعيدان : شفينا بعد يا عيوني , بدأ يذم في الحريم , يا ذي الحريم اللي مو تارسين عيونكم يا الرجال  ..

أبو سعيدان : والله هذا الصج , البيت اللي محترق بيت صديقتك أم ريَوم , شوفي شكانت تسوي ولا تدري عن بنتها
وبنتها تلعب بالشموع اللي حضرتها مشغلتهم على أساس يعني أنه تبي  تسوي جو رومانسي لزوجها قبل يرجع .. مالت على رومنسيتكم اللي ما تجي من وراها الا البلاوي  , وبنتها ريَوم أم سنتين طيحت الشموع وشبت الغرفة والمطبخ , وبنتها الحين في حالة خطرة .. وأبشرك بعد , زوجها طاير قلبه على بنته ومنقهر من مرته وشكله نهايته بيطلقها ..

أم سعيدان ولأول مرَة لا تستطيع النطق !
لأول مرَة تشعر بأن عيناها من أطلقت تلك الأسهم الحارقة !
شعرت بأنها المجرمة بإداة جريمة مخفية لم يراها أحد ..

أبو سعيدان " متعجَب " : شفيك ؟ ما تنطقين وتاكليني بقشوري وتدافعين عن صديقتك وعن الحريم كالعادة ؟


تبتعد أم سعيدان عنه , تجلس على أقرب كرسي , تراجع الأحداث التي جرت وكانت دائماَ تعتقد أنها صدفة ..
كم حادث مرَ كان بسبب عينها الحارة وهي لم تدرك !
لكن حادث هذا اليوم مختلف .. فقد ذكرت هي التفاصيل السيئة وحدثت كما نطقت بها !!

أدركت في النهاية شيء واحد ..
ونطقت مصدومة بصوتٍ مسموع   :

يعني عيني حارة ؟؟
يعني أنا حســودة !

وفي وسط صدمتها .. ردَ عليها أبو سعيدان :

إذا توَك تدرين " صبــاح الليل "

.
.

وربمـا ليوميات أم سعيدان " معي " بقيَة ... !