فتدور وتدور تلك الدائرة بي .. ولا تتوقف !
أغمضُ عيناي كي لا أشعُر بها .. كي لا تتوغَل إلى قلبي أكثر وأكثر ..
لكن ما من فائدة !
أمشي في طرقاتٍ للهرب منها .. لكني حالما أنتهي من البداية ..
أرى أني أصل إلى نهاية ما هي في الحقيقة إلا بداية !
أي أنني كلما حاولت الرحيل أراني عائدة !!
وتضيقُ مع الأيام مساحتها .. ويزدادُ ضيقي لضيقها !
" تعتصرني فلا أستطيع منها الهرب ! "
ما من مساحةٍ للرَوح .. ما من مساحةٍ أطلقُ فيها العنان ..
أريدٌ حلاً يُخرجني من دائرة الحنين !!
ليُحرِقها أحد .. ليقطعها أحد " بالسيف أو بالقلم " لا فرق عندي ..
أمــا من سبيلٍ ليُشفى غليلُ حنيني !!
" أردد ذاك الصوت في داخلي "
وعلى الرغم من كوني على علمٍ بالطريقة التي سأخرج بها من دائرة الحنين ..
على الرقم بأني أعلم بأني فقط .. وفقط .. من تستطيع قطع تلك الدائرة والخروج منها ..
إلا أنني كنتُ أردد بأني " لا أستطيع " و " لا أريد " و " شيء ما يمنعني " !!
والكثير الكثير من الحجج التي تطرحها على مسامعي ذاتي ..
وأرى أنها مقنعة من وجهة نظري ..
فتركت المهمَة للأيام .. علَها تكون كفيلة بقطع دائرة الحنين ..
............
اليوم ..
بعد خروجي من قاعة الاختبار لمادة الهندسة الإقليدية واللا إقليدية ..
وأنا سعيدة جداً جداً " كون المادة كانت صعبة نسبياً واستطعت النفاذ من شرَها بنتيجة مرضية "
فكَرت بأني أستحقُ مكافئة أقدمها لنفسي .. أستحق أن أفعل شيء يجعلني اليوم بطوله سعيدة !
" وأنا قليلاً ما أكافئ نفسي "
ولأنه الأربعاء .. والأربعاء فقط !!
ولأني على يقين بأن ما من شيء سيجعلني بذاك المقدار الذي لا أستطيع وصفه سعيدة ..
إلا قطع تلك الدائرة التي استحكمت روحي .. أي " دائرة الحنين "
قررت .. لا بل لم أقررَ .. بل فكَرت أنَي ربما اليوم أستطيع قطعها ..
ترددت .. ولكني قلت : لعلي إن شاء الإله أستطيع !
عدت للمنزل .. ولا زال الصوت داخلي يتردد : أأذهب .. أم لا ؟!
أأقطع الدائرة .. أم لا أقطعها ؟!
وحتى آخر لحظة .. كنت مترددة ..
لكني فكَرت بأني أحتاج لجرعة من السعادة أفتقدها في ظل ما يجري في العالم ..
أحتاج أن أكون سعيدة قليلاً .. ولو بعض حين ..
أحتاج أن .. وأن .. وأن ..
أفلا تستحقين ذلك يــا " روحي " ؟!
" هكذا ختمت ترددي بصوتٍ في داخلي بأني .. نعم أستحق "
أريد وبشدَة .. أن أراهم .. وأراها ..
أن أقطع دائرة الحنين .. لتصبح نقاطاً متناثرة على مستوى فرحتي .. وسعادتي ..
وكان لي ذلك ..
وكان لي أن أسلك في الطريق الذي قطعت فيه جزءاً من تلك الدائرة لأخرج منها ..
وعلى أثرها أمشي .. وعلى أثرها يخفقُ قلبي .. وعلى أثرها أنتظرُ اللقاء !
وكنتُ أنتظرُ أيَ مفاجئةٍ قد تقطعُ عليَ سعادتي , كي لا أصُدم حينها ..
لكن ولله الحمد , ولأنه حظي " يعتلي السحاب أحياناً " ولأن الله لطيفٌ بي .. وبقلبي ..
قد أُزيلت تلك العثرات التي قد تحول بيني وبين ما أريد .. دون علمي !
قد تكون صدفة ! وقد يكون حظَي !
لا يهم .. ما دامت النتيجة واحدة ..
.
.
أسرعتُ بخطواتي .. وارتقيت بعض الدرجات ..
سيحين اللقاء !
" لا أعلم أكنتُ أسأل نفسي ؟ أم كنتُ أُفرِحُها ؟! "
نعم .. حان اللقاء .. هي لحظة اللقاء .. هي لحظة الــ ..
" لا يدركها أحد , سوى من يعنيه الأمر ! "
حديثٌ طويلٌ طويل نطقت به في تلك اللحظة وأنا صامتة !
, حوادث كثيرة , كلماتٌ كثيرة , مواقف كثيرة .. تعادُ في ذاكرتي في تلك اللحظة بالذات ..
بعضها يجعلني أبتسم أكثر , وأكون سعيدة أكثر ..
والآخر .. ذاب ورحل في طيَ النسيان مع أول لحظات لقاءٍ وعناق ..
" لا أريد الاحتفاظ بأشياء مؤلمة في ذاكرتي بعد اليوم "
.
.
لا أعلم لمـا .. لكن دمعةً فرَت من عيني في تلك اللحظة !
أزلتها سريعاً كي لا تُرى ..
" يجب أن لا أعجب .. فالدموع طريقتي للتعبير عن لحظات الحزن والسعادة دائماً "
فقط أردت أن أخطَ شعوري لهذا اليوم ..
لأن هذا الشعور بالسعادة الذي يكتسي روحي ..
لأن هذا الشعور بالسعادة الذي يكتسي روحي ..
نادر جداً .. لأنه صعبٌ جداً ... لا تسألوني لمـا ؟
فالإجابة معلَقة في عنق الزمان والمكان !
فالإجابة معلَقة في عنق الزمان والمكان !
قد لا أكون وصفت سعادتي كما يجب .. وكما هي في الواقع ..
لكن .. يجب أن أحتفظ بالكلمات التي تعبَر عن سعادتي في داخلي ..
كي تتضاعف السعادة .. ولا تقلَ بسكبي لها كلها هاهنا ..
............
من آثار الهندسة ..
" إقليدس ليس أفضل مني بنظرياته وبراهينه "
نظرية : كلما قلَ خطَي للحروف التي تصف سعادتي .. بقيت السعادة في داخل روحي متمكنة لا ترحل بسهولة ..
وكلما أزداد خطَي في لحظات الحزن .. للحروف التي تصف ألمي وحزني .. خرجت جرعات الألم مع حبر القلم ..
البرهــان : تجربة شخصية .. ستصبح مع الأيام مسلَمة لا تحتاج إلى برهان .. بالنسبة لي ..
.
.
وقد يرى آخرون أن نظريتي خاطئة ..
كما وجد العالم الفرنسي ليجندر أن مسلَمة التوازي لإقليدس خاطئة ..
وحاول برهنتها لمــدة 29 سنة من عمره !
لا بأس إن كان هنالك مثله .. سيحاول إثبات أن نظريتي خاطئة ..
لا بأس أن تقضوا 29 ساعة من أعماركم لمحاولة الوصول إلى شيء ينفي ما أشعره ..
الفرق في المحاولتين :
أن تلك محاولة منطقية .. يستطيع أي شخص الخوض فيها
أما المحاولة للوصول إلى عكس ما أقول محسوسة ..
فكيف السبيل ليثبت الآخرون خطأ شيء أحسه أنا فقط !
لا سبيل ..
.
.
وقد يرى آخرون أن نظريتي خاطئة ..
كما وجد العالم الفرنسي ليجندر أن مسلَمة التوازي لإقليدس خاطئة ..
وحاول برهنتها لمــدة 29 سنة من عمره !
لا بأس إن كان هنالك مثله .. سيحاول إثبات أن نظريتي خاطئة ..
لا بأس أن تقضوا 29 ساعة من أعماركم لمحاولة الوصول إلى شيء ينفي ما أشعره ..
الفرق في المحاولتين :
أن تلك محاولة منطقية .. يستطيع أي شخص الخوض فيها
أما المحاولة للوصول إلى عكس ما أقول محسوسة ..
فكيف السبيل ليثبت الآخرون خطأ شيء أحسه أنا فقط !
لا سبيل ..
.. كــونوا سعـداء ..
=)
=)